قول الله عزّ وجلّ : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) (١) قال : إيّانا عنى خاصّة (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ) في الكتب الّتي مضت وفي هذا القرآن (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ) فرسول الله الشهيد علينا بما بلّغنا عن الله عزّ وجلّ ، ونحن الشهداء على الناس ؛ فمن صدّق صدّقناه يوم القيامة ، ومن كذّب كذّبناه يوم القيامة (٢). انتهى.
وفي رواية سليم بن قيس الهلاليّ عن عليّ عليه السلام قال : إنّ الله طهّرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه ، وحجّته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا ؛ لا نفارقه ولا يفارقنا (٣). انتهى. ونحوها أخبار اخر أوردها الكلينيّ في الكافي في باب أنّ الأئمّة شهداء الله على خلقه.
ومن المحتمل أن يكون المراد بكونه صلّى الله عليه وآله شاهدا أنّه صلّى الله عليه وآله حاك عن أسماء الله وصفاته ، وبيّنة من الله على ثبوت هذه الأسماء والصفات للحقّ بما فيه من الكمالات والأخلاق الإلهيّة ، فإنّه كان صلّى الله عليه وآله آية الله ومرآة أسمائه وصفاته ، ولذا قال : من رآني فقد رأى الحقّ (٤).
وأمّا كونه مبشّرا ونذيرا ؛ أي منذرا فلاتّصافه بصفة جمال الله ولطفه واتّصافه بصفة جلاله وقهره اللّتين يعبّر عنهما بيدي الله ؛ كما قال : خمرت
__________________
(١) الحج : ٧٨.
(٢) الكافي ١ : ١٩٠.
(٣) الكافي ١ : ١٩١.
(٤) جاء هذا الحديث في بيان العلّامة في بحار الأنوار ٦١ : ٢٣٥.