فرسخ ، وعلى كلّ باب برج فيه إثنا عشر ألف مقاتل ، يهلبون الخيل ويشحذون السيوف والسلاح ؛ ينتظرون قيام قائمنا ، وإنّ لله بالمغرب مدينة يقال لها «جابرسا» لها اثنا عشر ألف باب من ذهب ، بين كلّ باب إلى صاحبه مسيرة فرسخ ، على كلّ باب برج فيه إثنا عشر ألف مقاتل يهلبون الخيل ويشحذون السلاح ؛ ينتظرون قائمنا (١).
أقول : وأمثال تلك الأخبار في كتب الآثار أكثر من رمل القفار ، فمن يرجوها فليطلب من المفصّلات.
فائدة :
قالت الصوفيّة : العوالم أربعة ؛ عالم الشهادة المحسوسة ، وعالم الغيب ، وعالم الملكوت ، وعالم الجبروت ، وهو عالم الذات الأحديّة القديمة.
وقيل : تسمّى صفاتها بعالم الملكوت ، وهنا أبحاث كثيرة ذكرت في المطوّلات ، وذكرنا بعضها في بعض كتبنا العرفانيّة ، فعليك بالرجوع إليها.
خاتمة : في بعض ما يتعلّق بـ (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
فنقول : قد مرّ تفصيلهما في «البسملة» فإن قيل ما وجه التكرار؟ لقلنا : لا تكرير ؛ إذ هما في «البسملة» كانا تاليين لعالم السبب المفاد من «الباء» والنسب المفاد من الإضافة ، لكنّهما هنا ليسا كذلك ، فهما على الأوّل من صفات الفعل ، وعلى الثاني من صفات الذات. فليتأمّل.
ولو سلّم التكرار ، فهو للمبالغة ـ على ما قاله الطبرسيّ رحمه الله في «المجمع».
__________________
(١) بحار الأنوار ٥٤ : ٣٣٤ الحديث رقم ١٩ نقلا عن «منتخب البصائر».