الموهوم في الصراط المستقيم ، وتبدّلها بحسب الأوقات والأشخاص لا يوجب اعوجاج هذا الخطّ. فافهم.
تتميم : ربّما يتوهّم أنّ استعمال الصراط في غير الطريق الحسّيّ من المسافة الّتي يتطرّق فيها بالحركة الحسّيّة المطلقة على كون الجسم متوسّطا بين المبدأ والمنتهى المسمّى بالحركة التوسّطيّة ، وعلى الأمر الممتدّ في الخيال باستمرارها وسيلانها المسمّى بالحركة القطعيّة مجازيّ ، لأنّ المتبادر من إطلاق هذا اللفظ هو الطريق الحسّيّ المذكور ، وتبادر الغير آية المجاز ؛ كما فصّل في محلّه.
وأنت خبير بأنّ لكلّ معنى من المعاني روحا وقالبا ، واللفظ موضوع للمعنى بملاحظة روحه وحقيقته من غير ملاحظة خصوصيّة قالب من قوالبه ، فصراط الشيء هو ما يفضي إليه بحسبه ، فإن كان المفضي إليه جسما فصراطه جسم ، وإن كان أمرا عقليّا فصراطه كذلك ، والحركة عقليّة معنويّة.
وقد فصّل الغزاليّ هذا في إحيائه بما لا مزيد عليه ، وتبعه المحدّث الكاشاني في مقدّمات الصافي ، فتأمّل.
(وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً) «النصر» الإعانة ، ونصره منه : نجّاه وخلّصه ، ويقال : نصر الغيث الأرض : إذا عمّها ، والله تعالى أعان رسوله في جميع أموره ، ولا سيّما على دفع أعدائه ، ونجّاه من مكائدهم وأذاهم ، وإنّما أرادوا ليطفئوا نوره بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره المشركون.
وكان الشيطان من أعدى أعدائه ، لكونه لعنه الله مضلّا ، وكونه صلّى الله عليه وآله مظهر الاسم الهادي ، ومنشأ العداوة هو التضادّ ، فعصمه الله منه كما