وقيل : المراد بذلك : التكفير ؛ بوضع اليد اليمنى على اليسرى كما هو المعمول به عند العامّة ، وقد غلط من نسبه إلى أمير المؤمنين عليه السلام. ويستفاد من جملة من رواياتنا أنّ المراد بالنحر : رفع اليدين حذاء الوجه للقنوت.
ومن هنا ربّما قيل بوجوبه لظاهر الأمر ، ومن بعضها أنّ المراد به : أن يستقبل باليدين حذو الوجه عند افتتاح الصلاة بالتكبير.
ومن بعضها : أنّ رفع اليدين عند الافتتاح والركوع بعد رفع الرأس عنه والسجود كذلك (١). وإذا عكست «صلّ ربّك» صار «كبّر لص» والصاد إشارة إلى الصلاة وتخصيص التكبير بالذكر مع اشتمال الصلاة على أفعال وأقوال كثيرة. فإنّ حقيقته استحقار جميع ما سوى الحقّ عند ذكره ، والتوجيه إليه بالكلّيّة ، بل المكبّر الحقيقيّ لا يرى شيئيّة حقيقيّة لغير الله ، فمراده أنّه أكبر من كلّ موهوم الشيئيّة.
ولنعم ما قيل :
لو أقسم المرء بالرحمن خالقه |
|
بأنّ كلّ الورى لا شيء ما حنثا |
إن كان شيء فغير الله خالقه |
|
الله أكبر من أن يخلق العبثا |
قال سبحانه : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
الشانئ : المبغض ، والأبتر : المقطوع الذنب ، والمعدم ، والخاسر ، وكلّ أمر منقطع من الخير ، ومن لا عقب ولا نسل له.
ولمّا كان العلّة الغائيّة للإيجاد والوجود الوصول إلى الفيض والجود ،
__________________
(١) انظر : مجمع البيان ١٠ : ٥٤٩ ـ ٥٥٠.