وهنا أبحاث كثيرة تنافي الموجز.
وقد خطر ببالي في سالف الأيّام ، بل دوّنت في بعض كتبي أنّ الخلاف في مفهوم الجلالة وطول الكلام فيه غير مجد ، لأنّ ذات الحقّ تعالى لا يعرفه أحد ، ولا يحيطه وهم ، ولا يحوم حول حماه فهم ، فكيف يمكن أن يقال إنّه جزئيّ أم كلّيّ؟ لكنّ هذا الكلام في هذا المقام ليس بحسن ؛ إذ النزاع في مفهومها المفهوم الفهميّ الأوّليّ ، وهو غير المفهوم التحقّقيّ المصداقيّ الثانويّ ، فإنّ الإنسان مثلا له مفهوم وهو «الحيوان الناطق» ومصداق وهو «زيد» مثلا ، فالاختلاف في كلّيّة الحيوان الناطق وجزئيّته لا يلزم الاختلاف في زيد.
الجنّة السادسة : في ما يتعلّق بالرحمن الرحيم
وفيها مرصدان.
المرصد الأوّل : في بعض خواصّهما
قال الكفعميّ : من خواصّهما حصول اللطف الإلهي إذا ذكرا عقيب كلّ فريضة مائة مرّة.
وقال غيره : من أراد الشفقة والمحبّة فليقل «يا رحيم» في كلّ يوم مائة مرّة.
ومن قاله في كلّ صباح تسعين مرّة يحبّه الخلائق.
ومن قال «يا رحمن» عقيب كلّ صلاة مائة مرّة يزيل النسيان والصعوبة عن قلبه.