وفيه نظر لما أشرنا إليه.
وقد روي عن عليّ عليه السلام أنّه قال : رأيت الخضر في المنام قبل بدر بليلة ، فقلت له : علّمني شيئا انتصر به على الأعداء! فقال : [قل] «يا هو يا من لا هو إلّا هو» فلمّا أصبحت قصصتها على رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال [لي] : يا عليّ ، علّمت الاسم الأعظم! فكان على لساني يوم بدر (١).
وروي أنّه قرأ يوم بدر (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فلمّا فرغ قال : يا هو! يا من لا هو إلّا هو! اغفر لي وانصرني على [القوم] الكافرين (٢).
وروي أنّه كان يقول ذلك أيضا يوم صفّين وهو يطارد ، فقال له عمّار بن ياسر : يا أمير المؤمنين ، ما هذه الكنايات؟ فقال عليه السلام : اسم الله الأعظم ، وعماد التوحيد [لله] (لا إله إلّا هو) [ثمّ قرأ (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)] وآخر الحشر ، ثمّ نزل فصلّى أربع ركعات قبل الزوال (٣).
وربّما يدّعى أنّ لفظ «هو» مخفّف عن لفظ «الله» ومجرّد عن زوائده ، فإنّه إذا حذف منه الألف يبقى «لله» ؛ أي لله ملك السماوات والأرض وما بينهما ، أو يسبّح لله ما في السماوات والأرض ، وإذا حذف منه اللّام مع الألف الثانية يصير «له» ؛ أي له ما في الكون ، وإذا حذف منه «اللّام» الثانية لم يبق سوى «الهاء» فإذا أشبعته صار «هو» فيكون إشارة إلى بساطة المسمّى وتقدّسه عن الاعتبارات والملاحظات والإضافات ، لكونه موضوعا بإزاء الهويّة المطلقة الصرفة ؛ بل قد يقال : إنّه ليس باسم ؛ بل هو المسمّى مع قطع النظر عن ملاحظة الاسميّة ؛ فتدبّر.
__________________
(١) بحار الأنوار ٣ : ٢٢٢.
(٢) بحار الأنوار ٣ : ٢٢٢.
(٣) بحار الأنوار ٣ : ٢٢٢.