القلب ، وجنّة الروح جنّة الكرامات ، وجنّة المداناة.
وقيل : هو المقام الّذي يقوم بين يدي ربّه يوم القيامة عند كشف الستور ، وظهور حقائق الأمور ، وسكوت الكلّ من الأنبياء والأولياء لظهور القدرة والجبروت.
ثمّ ليعلم أنّ من ثمرات الخشية : الورع ، وهو كفّ النفس عن المحارم ، والتحرّج منها.
وروي أنّه قال : صونوا دينكم بالورع (١).
وقال : ملاك الدين الورع (٢).
وفي الحديث القدسيّ : عبدي أدّ ما افترضت عليك تكن من أعبد الناس ، وانته عمّا نهيتك عنه تكن من أورع الناس ، واقنع بما رزقتك تكن من أغنى الناس.
(وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) صيغة الأمر في الآية ليست على ظاهرها ، بل هي للتسوية كما هو أحد معانيها المجازيّة ، يعني : إنّ إسراركم للقول ، وإجهاركم به سواء عند الله ، فإنّه يعلم ما تسرّون كما يعلم ما تعلنون.
وفي الكشّاف : إنّ معناه ليستو عندكم إسراركم وإجهاركم في علم الله بهما (٣). انتهى.
__________________
(١) الكافي ٢ : ٧٦.
(٢) ثواب الأعمال : ٢٩٢ ، غرر الحكم : ٢٧١ ، تحف العقول : ٥١٣.
(٣) الكشّاف ٤ : ٥٧٩.