الرذيلة ، فإنّه أقرب إليه من كلّ عضو ، وبالكواكب والمصابيح : أخلاقه الحميدة المستضيئة بأنوار المعرفة الإلهيّة ، وبالشياطين : الملكات النفسانيّة الخبيثة ، والأخلاق الرذيلة الشيطانيّة ؛ أعاذنا الله منها.
(وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) و «اللام» للاستحقاق ، فإنّ العذاب من نتائج الكفر ، وثمرات شجرته الخبيثة ، بل هو عينه المنقلبة إليه المتصوّرة في القيامة بهذه الصورة على القول بتجسّم الأعمال والعقائد ؛ كما يرشد إليه ظاهر جملة من الآيات وصريح بعض الروايات ؛ مثل قوله : إنّما هي أعمالكم تردّ إليكم (١).
وعموم الآية بمقتضى صيغة الجمع وحذف المتعلّق يشمل الشياطين والإنس وإن احتمل الاختصاص بالفرقة الأولى بحسب السياق ، ويحتمل الاستخدام في الآية السابقة بإرادة التعميم من «لهم» بإرجاع الضمير إلى مطلق الشياطين ، وإن لم يسترقوا السمع وإرادة شياطين الإنس والجنّ من مطلقهم ، فافهم.
ويحتمل «اللام» للاختصاص ؛ كما يرشد إليه تقديم الخبر المشعر بالحصر ، ولكن يرد عليه ثبوت العذاب للمجرمين ، ولو في الجملة أيضا ، وإن لم يكونوا كفّارا ؛ كما دلّت عليه الآيات والروايات والضرورة من الدين والمذهب.
ويمكن دفعه بتعميم الكفر للمعاصي ، لقوله عليه السلام : لا يزني الزاني وهو مؤمن (٢) ونحوه ، أو تخصيص العذاب بالدائم الأبديّ على القول
__________________
(١) بحار الأنوار ٣ : ٩٠.
(٢) الكافي ٢ : ٢٨٨.