والتقدير : ابتدائي باسم الله أي كائن ، فـ «الباء» متعلّقة بالكون والاستقرار.
وعند الكوفيّين فعل تقديره «ابتدأت أو أبدأ» فالمجرور في موضع نصب بالمحذوف ، وحذفت الألف من الخطّ لكثرة الاستعمال ، فلو قلت : لاسم الله أو باسم ربّك ، أثبتّ الألف في الكتابة. انتهى.
وإضافة «الاسم» إلى «الله» لاميّة إن غاير الاسم والمسمّى ، وبيانيّة إن اتّحد. فتأمّل ، وسيأتيك التفصيل.
وإن أردنا من «الله» لفظه من غير إرادة المفهوم والمعنى فالإضافة حمليّة أيضا ، وقوله «الله» مجرور بالإضافة وهي عامل معنويّ أو بالمضاف أم بالحرف المقدّر على اختلاف الأقوال ، وثانيها هو المختار لأرجحيّة المذكور عند التعارض وغير ذلك ، وجرّ «الرحمن» و «الرحيم» تبعيّ إن أثبتناه ، والقطع قول مشهور.
الجنّة الثالثة : في بيان اشتقاق الاسم
اعلم أنّه قد اختلف في اشتقاق الاسم : فقال البصريّون : إنّه اشتقّ من السموّ أصله سمو ، وحذفت الواو وزيد الألف معوّضة عنها كما في «ابن».
وقيل : ويشهد له تصريفه على أسماء وأسام. انتهى.
ومعنى السموّ هو العلوّ والرفعة ، وبالاسم يرفع المسمّى.
وقال الكوفيّون : إنّه من الوسم ؛ أي العلامة ، لأنّه دالّ على المسمّى وهو علامته ، وأجيب بأنّ المحذوف «الفاء» كـ «صلة» و «عدة» لا تدخله همزة الوصل وبالتصغير.