وكان ذلك متوقّفا على متابعة محمّد صلّى الله عليه وآله ومحبّته ، انحصر كمال الوجود فيه وفي كلّ من أحبّه واتّبعه ، فمبغضه لا محالة ناقص الوجود ، عادم الفيض والجود ، منقطع عن الوصول إلى مقام الكشف والشهود. فيكون محروما عن جميع خيرات الدارين ، قد خسر الدنيا والآخرة ؛ ذلك هو الخسران المبين.
ولمّا كان الغرض المهمّ من بقاء النسل والعقب : بقاء الذكر ودوامه بعد الموت ، فمبغضه لكونه منسيّ الذكر ، أو مذكورا باللعن هو الأبتر ، لا هو صلّى الله عليه وآله لأنّه مرفوع الذكر ، مذكور الاسم إلى يوم القيامة. هذا مع أنّ ذرّيّته من ولد بنته فاطمة صلوات الله عليها قد ملأوا ما بين المشرق والمغرب.
وفي التفسير الصادقي : إنّه دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن العاص ، فقال عمرو : أتانا الأبتر! وكان الرجل في الجاهليّة إذا لم يكن له ولد يسمّى (١) أبتر ، ثمّ قال عمرو : لأشنأته (٢) ، أي أبغضته. فأنزل الله على رسوله : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ) ... إلى آخره ؛ أي مبغضك عمرو بن العاص هو الأبتر ؛ يعني لا دين [ولا نسب] (٣) له (٤).
تمّت النسخة الشريفة في السابع والعشرين
من شهر ذي الحجّة الحرام سنة ١٣٢٦ ه.
__________________
(١) في المصدر : سمّي.
(٢) كذا في الأصل ، وفي المصدر : إنّي لأشنأ محمّدا.
(٣) أضفناه من المصدر.
(٤) تفسير عليّ بن إبراهيم ٢ : ٤٤٥ ، تفسير نور الثقلين ٥ : ٦٨٥.