القديمة وارتفاع التميّز بين القدم والحدوث لزهوق الباطل ؛ أي الوجود الموهوم بمجيء الحقّ ؛ أي صرف الوجود وعروج العبد عن حضيض الناسوت والملكوت والجبروت إلى أوج اللاهوت ، وصيرورته صرف الوجود الخاصّ بذات الباري تعالى وانقلاب إمكانه إلى الوجوب ، فقد أخطأ وكفر وأنكر شريعة سيّد البشر وادّعى إمكان الممتنع بالذات ، وليس له دليل سوى لقلقة اللسان بإنشاد الأبيات.
ومن المحتمل أن يراد بالنعمة النبوّة الّتي هي إخبار عن أسماء الله وصفاته ومراداته وأحكامه ، وبإتمامها إدامتها وإبقائها إلى آخر الدهر. وقد عرفت السرّ في أنّ نبوّة هذا الرسول المعظّم لا تجوز أن تنقطع وتنصرم أبدا بخلاف سائر النبوّات.
ويحتمل أن يراد بإتمامها إكمال النبوّة بالولاية الكلّيّة الّتي هي ثمرة شجرة النبوّة ومظهرها وهو عليّ بن أبي طالب عليه السلام كما قال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) (١) فكما لا فائدة في الشجر ما لم يكن معه ثمر ، فكذلك لا يترتّب على ما بلّغه الرسول ما لم يكن معه ولاية الوصيّ ، وقد أشير إليه في قوله : (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ) (٢) وممّا ذكرنا ينكشف السرّ في قوله : «ولو لا عليّ لما خلقتك» (٣).
__________________
(١) المائدة : ٣.
(٢) المائدة : ٦٧.
(٣) عن كتاب فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى من مهدها إلى لحدها ١ : ٩ نقلا عن كشف اللئالى ، لصالح بن عبد الوهّاب بن العرندس «عن الله تبارك وتعالى : يا أحمد ، لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولو لا عليّ لما خلقتك ، ولو لا فاطمة لما خلقتكما».