بدليل قوله (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (١).
وبالجملة : الأخبار في كثرة العوالم والخلائق متواترة كما في الوافي عن ابن عبّاس : إنّ لله عزّ وجلّ ثلاثمائة عالم وبضعة عشر عالما خلف قاف ، وخلف البحار السبعة ؛ لم يعصوا الله طرفة عين قطّ ، ولم يعرفوا آدم ولا ولده ، كلّ عالم منهم يزيد على ثلاثمائة وثلاثة عشر آدم وما ولد (٢).
وفيه : عنه قال : دخل علينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ونحن في المسجد حلق حلق ، فقال لنا : فيم أنتم؟ قلنا : نتفكّر في الشمس كيف طلعت وكيف غربت؟ قال : «أحسنتم كونوا هكذا ، تفكّروا في المخلوق ولا تفكّروا في الخالق ، فإنّ الله خلق ما شاء لما شاء ، وتعجبون من ذلك أنّ وراء قاف سبعة بحار ، كلّ بحر خمسمائة عام ، ومن ذلك سبع أرضين يضيء نورها لأهلها ، ومن وراء ذلك سبعين ألف أمّة خلقوا من ريح ، وطعامهم من ريح ، وشرابهم من ريح ، وثيابهم من ريح ، وآنيتهم من ريح ، ودوابّهم من ريح ، لا تستقرّ حوافر دوابّهم إلى الأرض إلى قيام الساعة ، أعينهم في صدورهم ، ينام أحدهم نومة واحدة وينتبه ورزقه عند رأسه ، ومن وراء ظلّ العرش سبعون ألف أمّة ما يعلمون أنّ الله خلق آدم ولا ولد آدم ولا إبليس ؛ ولا ولد إبليس وهو قوله : (وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) (٣) (٤).
وفيه : سئل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن القاف وما خلفه ، قال :
__________________
(١) الحجّ : ٤٧.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ : ٤٠٩.
(٣) النحل : ٨.
(٤) بحار الأنوار ٥٤ : ٣٤٨.