فهو مصدر من مصادر المفاعلة ؛ نظير القتال والمقاتلة ، يقال : طابقت النعل : إذا خصفتها طبقا على طبق ، أي : أطبقت طاقا على طاق ؛ من الخصف ، وهو ضمّ الشيء إلى الشيء ، وإلصاقه به.
والمراد بالمطابقة ؛ إمّا كون واحدة من السماوات فوق الأخرى ، وواحدة تحت الأخرى. وإمّا المشابهة ؛ أي يشبه بعضها بعضا في الإتقان والإحكام ، والاتّساق والانتظام.
وعلى الوجهين ؛ فالوصف بالمصدر للمبالغة في المطابقة ، كما في «زيد عدل» ويحتمل كونه حالا ، نظرا إلى التخصيص بالإضافة ، وإلّا فلا يجوز إتيان الحال عن النكرة المحضة.
قال الطبرسيّ : و «طباقا» نصب على الحال إذا أردنا في «سماوات» معنى «الألف واللام» (١). انتهى.
والأوّل أولى لشيوع الوصف بالمصدر ؛ كما قال ابن مالك :
قد نعتوا بمصدر كثيرا |
|
فالتزموا الإفراد والتذكيرا (٢) |
وقد يرتكب في المقام حذف المضاف فتنتفي المبالغة ، وقد يجعل «طباقا» جمع الطبق محرّكة ، نظير الجبال في جمع الجبلي ؛ أي ذوات طبقات ؛ بعضها فوق بعض.
وقوله : (ما تَرى) ... إلى آخره ، خبر لقوله «الّذي» إن جعلناه مبتدأ والجملة المخبر بها وإن احتاجت إلى رابط يعود إلى المبتدأ إلّا أنّه قد يقوم
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ : ٤٠٨.
(٢) البهجة المرضية ؛ (باب النعت).