وقريب منه قوله : (سَبْعاً شِداداً) (١) وقوله : (وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً) (٢).
وقد استدلّ بعضهم بهذه الآيات على أنّ السماوات لا تقبل الخرق والالتيام ؛ كما عليه الحكماء المتقدّمون. وفيه نظر ، فإنّ الإخبار عن عدم شيء لا يكون إخبارا عن عدم إمكانه ، مع أنّ جملة من الآيات صريحة في إمكان ذلك ، بل وقوعه بعد ذلك ؛ مثل قوله : (وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ) (٣) وقوله : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) (٤) وقوله : (فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ) (٥) وقوله : (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) (٦) وقوله : (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِ) (٧) وقوله : (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً) (٨).
وقد يقال : إنّ عدم الفطور ينافي سكون الملائكة فيها ، ونزولهم إلى الأرض ، وعروجهم إليها.
والجواب : إنّ الملائكة أرواح لطيفة ، وبذلك يدفع أيضا ما قيل من أنّ كونها طباقا يقتضي كون بعضها مطبقا على البعض متماسّة ، وهذا ينافي ما ذكر من اختلاف الملائكة وذهابهم وإيابهم ، وربّما يدفع بأنّ المراد كونها موازية.
__________________
(١) النبأ : ١٢.
(٢) الأنبياء : ٣٢.
(٣) المرسلات : ٩.
(٤) الإنفطار : ١.
(٥) الحاقّة : ١٦.
(٦) الرحمن : ٣٧.
(٧) الأنبياء : ١٠٤.
(٨) الطور : ٩.