إذا متّ كان الناس صنفان ... إلى آخره.
وحذفه منصوبا نادر إلّا في باب «أنّ» المفتوحة المخفّفة ، فإنّه لازم على ما صرّحوا به. وكيف كان فلا بدّ أن يكون المفسّر لهذا الضمير جملة.
قال الرضيّ : والمراد بهذا الضمير ، الشأن والقصّة ، فيلزمه الإفراد والبية ، والمعود إليه إمّا يكون مذكّرا وهو الأغلب ، أو مؤنّثا ؛ كما يجيء ، وهذا الضمير كأنّه راجع في الحقيقة إلى المسئول عنه بسؤال مقدّر ، يقول مثلا هو الأمير مقبل كأنّه سمع ضوضاء وجلبة فاستبهم الأمر فسأل ما الشأن والقصّة؟
فقلت : هو الأمير مقبل ؛ أي الشأن هذا ، فلمّا كان المعود إليه الّذي تضمّنه السؤال غير ظاهر قيل اكتفى في التفسير بخبر هذا الضمير الّذي يتعقّبه بلا فصل ، لأنّه معيّن للمسؤول عنه ومبيّن له ، فبان لك بهذا أنّ الجملة بعد الضمير لم يأت بها لمجرّد التفسير ؛ بل هي كسائر أخبار المبتدءات ؛ لكن سمّيت تفسيرا لما بيّنته ، والقصد بهذا الإبهام ثمّ التفسير : تعظيم الأمر ، وتفخيم الشأن ، فعلى هذا لا بدّ أن يكون مضمون الجملة المفسّرة شيئا عظيما يعتنى به ، فلا يقال : هو الذباب يطير. انتهى.
الثاني : أن يكون اسما ظاهرا من أسمائه تعالى على التفصيل الّذي عرفته ، فيكون الهاهوت مشتقّا منه ، كما أنّه اللاهوت مشتقّ من لفظ «الله» وعلى جميع هذه الوجوه فـ «هو» مبتدأ خبره جملة «الله أحد» واتّحادهما معنى مغن عن الرابطة اللازمة في الجمل الخبريّة ؛ ومن المحتمل كون «أحد» خبرا بعد الخبر ، وكونه بدلا عنه ، فلا حاجة إلى الرابطة ، لعدم الاشتقاق.