.................................................................................................
______________________________________________________
اختار الماتن (قدس سره) ما هو المعروف بين الفقهاء قديماً وحديثاً من أنّها متعلّقة بالعين على نحو الكلّي في المعيّن.
فيقع الكلام أوّلاً في أصل التعلّق بالعين ، ثمّ في كيفيّة التعلّق ، فنقول :
أمّا أنّها متعلّقة بالعين دون الذمّة فهو المشهور بل يشبه المتسالم عليه بين الأصحاب ، إذ لم ينقل الخلاف فيه صريحاً عن أحد ، بل نُسب إلى الشذوذ أو إلى قائل مجهول.
ويدلّنا عليه ظواهر النصوص مثل قوله (عليه السلام) : «فيما سقته السماء العشر» و : «في أربعين شاة شاة» ، و : «في عشرين مثقالاً من الذهب نصف مثقال» ونحو ذلك.
فإنّ كلمة «في» حقيقة في الظرفيّة ، فيكون المعنى : أنّ العشر مظروف وظرفه ما سقته السماء ممّا أنبتته الأرض ، وهكذا الحال في الشاة ونصف المثقال ، فوعاء هذه الأُمور وموطنها والمحلّ الذي ترتكز فيه هو نفس العين الزكويّة الخارجيّة بمقتضى التعبير بأداة الظرف دون الذمّة.
ولا يقاس ذلك بمثل قولهم (عليهم السلام) «في القتل خطأً الدية» أو : «في إفطار شهر رمضان الكفّارة» ونحو ذلك ممّا تستعمل فيه كلمة «في» للسببيّة ، للفرق الواضح بين الموردين ، إذ الحمل على الظرفيّة التي هي ظاهر كلمة «في» متعذّر في أمثال هذه الموارد ، ضرورة أنّ الدية وكذا الكفّارة من سنخ الأموال ، والقتل أو الإفطار من قبيل الأفعال ، ولا معنى لظرفيّة الفعل للمال ، إذ لا محصّل له كما لا يخفى ، فلأجله لم يكن بدّ من الحمل على السببيّة التي هي أيضاً استعمال شائع ذائع ويستعمل فيها كلمة «في» كثيراً وإن كان على خلاف الظهور الأوّلي.
وأمّا في أمثال المقام فلا مقتضي للعدول عن ظاهر اللفظ بعد أن كانت إرادة الظرفيّة التي هي مقتضى الوضع الأوّلي بمكانٍ من الإمكان ، فإنّ ما أنبتته الأرض