ذكر مثله إلّا أنّه ذكر بدل «القامة والقامتين» : «قدمين وأربعة أقدام» (١).
أقول : القامة والذراع وقدمان مرجعها إلى شيء واحد ، كما تقدّمت (٢) الإشارة إليه في أوائل المبحث ، فلا منافاة بين هذه الروايات.
بل وكذا لا منافاة بينها وبين خبر ذريح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «أتى جبرئيل عليهالسلام رسول الله صلىاللهعليهوآله فأعلمه مواقيت الصلاة ، فقال : صلّ الفجر حين ينشقّ الفجر ، وصلّ الأولى إذا زالت الشمس ، وصلّ العصر بعيدها ، وصلّ المغرب إذا سقط القرص ، وصلّ العتمة إذا غاب الشفق ، ثمّ أتاه من الغد ، فقال : أسفر بالفجر ، فأسفر ثمّ أخّر الظهر حين كان الوقت الذي صلّى فيه العصر ، وصلّى العصر بعيدها ، وصلّى المغرب قبل سقوط الشفق ، وصلّى العتمة حين ذهب ثلث الليل ، ثمّ قال : ما بين هذين الوقتين وقت» (٣) الحديث ؛ فإنّ أمره بأن يصلّي المغرب قبل سقوط الشفق ـ كما في هذا الخبر ـ لا يدلّ إلّا على تحديد آخر الوقت ، فمن الجائز أن يكون أتاه في اليوم الثاني أيضا حين غربت الشمس وقد أمره بأن يصلّي المغرب موسّعا في وقتها مادام بقاء الشفق ، فلا منافاة بينه وبين الأخبار المتقدّمة (٤) التي وقع فيها التصريح بأنّه أتى في اليوم الثاني أيضا حين غربت الشمس.
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٢٥٣ / ١٠٠٢ ، الاستبصار ١ : ٢٥٧ ـ ٢٥٨ / ٩٢٤ ، الوسائل ، الباب ١٠ من أبواب المواقيت ، ح ٧.
(٢) في ص ٩٣.
(٣) التهذيب ٢ : ٢٥٣ ـ ٢٥٤ / ١٠٠٤ ، الاستبصار ١ : ٢٥٨ / ٩٢٥ ، الوسائل ، الباب ١٠ من أبواب المواقيت ، ح ٨.
(٤) آنفا.