«صدق» (١) الحديث.
وخبر زرارة ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام : عن وقت صلاة الظهر في القيظ ، فلم يجبني ، فلمّا أن كان بعد ذلك قال لعمرو بن سعيد بن هلال : «إنّ زرارة سألني عن وقت صلاة الظهر في القيظ فلم اخبره ، فحرجت من ذلك ، فاقرأه منّي السلام وقل له : إذا كان ظلّك مثلك فصلّ الظهر ، وإذا كان ظلّك مثليك فصلّ العصر» (٢).
والمتبادر من صيرورة ظلّ الشخص مثله وإن كان ظلّه الموجود المركّب من الفيء والظلّ لا خصوص الفيء الزائد من طرف المشرق لكنّ الاختلاف غير معتدّ به في القيظ ، كما هو مورد الرواية ، خصوصا في مثل المدينة ، فلا تنافي هذه الرواية غيرها من الروايات الظاهرة في اعتبار زيادة الظلّ الحادث بعد الزوال بقدر القامة ، المعتضدة بغيرها من الأخبار الواردة لتحديد أوّل الوقت ، التي هي صريحة في إرادة التحديد بالفيء الحادث بعد الزوال ، وقد أشرنا آنفا إلى أنّ المراد بالظلّ في الأخبار المسوقة لتحديد الوقت به أوّلا وآخرا بحسب الظاهر شيء واحد وإن اختلفت في التقادير.
واستدلّ للمشهور أيضا : بالنبويّ المرسل الذي رواه العلّامة ـ على ما قيل (٣) ـ إنّه صلىاللهعليهوآله قال : «جاءني جبرئيل عند الباب (٤) مرّتين فصلّى بي الظهر حين
__________________
(١) تقدّم تخريجه في ص ٨٩ ، الهامش (٤).
(٢) التهذيب ٢ : ٢٢ / ٦٢ ، الاستبصار ١ : ٢٤٨ / ٨٩١ ، الوسائل ، الباب ٨ من أبواب المواقيت ، ح ١٣.
(٣) كما في جواهر الكلام ٧ : ١٣٧.
(٤) في نهاية الإحكام : «أمّني جبرئيل عليهالسلام عند باب البيت». وكذا في المصادر الحديثيّة ، إلّا أنّه ذكر فيها : «عند البيت».