بعد نقصانه ذراعا ، فيراد بالقامة الظلّ الباقي ، لا قامة الشخص ، كما دلّ عليه حديث أوّل الباب (١). انتهى.
وفي الحدائق ـ بعد أن نقل كلام الوافي ـ قال : أقول : من المحتمل قريبا بل الظاهر أنّ المراد باللام في القامة والقامتين في هذه الأخبار العهد ، وتكون إشارة إلى ما قدّمنا من الأخبار الدالّة على تحديد وقت الظهر بالقامة ، ووقت العصر بالقامتين بمعنى أنّ القامة الواردة في تلك الأخبار المراد منها الذراع ، لا قامة الشخص. وبه يظهر أنّ حمل القامة ـ في تلك الأخبار ـ على قامة الشخص ليكون دليلا على امتداد وقت الفضيلة بامتداد المثل والمثلين لا وجه له (٢). انتهى.
وأمّا رواية يزيد بن خليفة : فقد اعترف بظهورها في المدّعى ؛ لما فيها من قوله : «وذلك المساء» فإنّ من المستبعد إرادته بالنسبة إلى ما بعد القامتين ، لكن حملها على التقيّة (٣) ؛ جمعا بينها وبين غيرها من الروايات.
أقول : لا ينبغي الارتياب في كون اللام في «القامة» للعهد ، كما يؤيّده نصب القامتين على الحكاية ، لكن دعوى أنّ المشار إليه بها ما في تلك الأخبار رجم بالغيب ، بل كيف يشير أبو عبد الله عليهالسلام إلى القامة والقامتين اللّتين عبّر بهما أبو الحسن عليهالسلام!؟ أم كيف يكون كلام أبي الحسن عليهالسلام مفسّرا في كتاب عليّ عليهالسلام!؟
فالمقصود بالعهد ـ على الظاهر ـ ليس إلّا القامة الواردة في الحديث الذي كان معروفا عندهم من الصدر الأوّل الذي سئل عن تفسيره في رواية يونس ، وغيرها ،
__________________
(١) الوافي ٧ : ٢٢٠ ، ذيل ح ٥٧٩٠ ـ ٥ ، وحكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٦ : ١٢٥.
(٢) الحدائق الناضرة ٦ : ١٢٥.
(٣) الحدائق الناضرة ٦ : ١٢٨.