وقوعها صحيحة.
وأمّا الوتر فهي أيضا وإن كانت كذلك لكن يمكن القول بإعادتها ؛ لما رواه الشيخ بإسناده عن عقبة بن خالد عن أبي عبد الله عليهالسلام عن رجل صلّى صلاة الليل وأوتر وذكر أنّه نسي ركعتين من صلاته ، كيف يصنع؟ قال : «يقوم فيصلّي ركعتين التي نسي مكانه ثمّ يوتر» (١).
ويؤيّده ما دلّ على استحباب جعل الوتر خاتمة نوافله ، كقوله عليهالسلام في خبر زرارة : «وليكن آخر صلاتك وتر ليلتك» (٢).
ويحتمل أن يكون المراد بالوتر في الروايتين أعمّ من الشفع.
وربما يستدلّ له أيضا بمرسلة إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «إذا قام الرجل من الليل فظنّ أنّ الصبح قد أضاء فأوتر ثمّ نظر فرأى أنّ عليه ليلا ـ قال ـ : يضيف إلى الوتر ركعة ثمّ يستقبل صلاة الليل ثمّ يوتر بعده» (٣).
وفيه : أنّها إنّما تدلّ على مشروعيّة إعادة الوتر عند إضافة ركعة إلى ما صلّاها وجعلها نافلة أخرى ، وهذا ممّا لا شبهة فيه وإن كان قد يستشكل في أصل العدول إذا كان بعد الفراغ منها ، كما لعلّه المنساق إلى الذهن من الرواية ، ولذا ربما تنزّل على ما إذا نظر إلى الفجر وهو في أثناء الصلاة.
وكيف كان فهذه الرواية أيضا لا تخلو عن تأييد للمدّعى ، فالقول بإعادتها
__________________
(١) التهذيب ٢ : ١٨٩ / ٧٤٩ ، الوسائل ، الباب ١٧ من أبواب الخلل الواقع في الصلاة ، ح ١.
(٢) الكافي ٣ : ٤٥٣ / ١٢ ، التهذيب ٢ : ٢٧٤ / ١٠٨٧ ، الوسائل ، الباب ٤٢ من أبواب بقيّة الصلوات المندوبة ، ح ٥.
(٣) التهذيب ٢ : ٣٣٨ / ١٣٩٦ ، الوسائل ، الباب ٤٦ من أبواب المواقيت ، ح ٤.