شرطيّة الوقت ، وغيرها من الأخبار الخاصّة المصرّحة ببطلان الصلاة الواقعة قبل الوقت : إطلاق شرطيّته في جميع الصور ، خرج منها الصورة السابقة ، وهي ما لو رأى دخول الوقت فصلّى ودخل عليه الوقت في الأثناء ؛ للرواية المتقدّمة (١) الدالّة عليه ، المخصوصة بجاهل الموضوع ، المعتقد للخلاف ، وبقي الباقي مندرجا في العموم الذي اقتضاه إطلاقات الأدلّة.
ومن هنا ظهر لك أنّه لو كان جاهلا بالموضوع غير معتقد للخلاف لا ظنّيّا ولا قطعيّا بأن كان متردّدا أو غير ملتفت إلى رعاية الوقت ، كانت أيضا صلاته باطلة ، بل وكذا لو كان ظانّا بظنّ غير معتبر ؛ فإنّ المنساق من قوله عليهالسلام : «وأنت ترى أنّك في وقت» (٢) نظير قول القائل : فلان يرى هذا الشيء كذا ، أو حكم هذه المسألة هكذا : أنّه كذلك في بنائه بحسب ما أدّى إليه نظره بطريق الجزم أو بظنّ معتبر يعوّل عليه في مقام ترتيب الأثر ، دون مطلق الظنّ الذي لا يعتمد عليه ، فإنّه لا يقال بمجرّد ترجّح أحد الاحتمالين في نظره مع عدم بنائه عليه في مقام العمل : إنّه يراه هكذا.
نعم ، لا يتوقّف صدق هذه القضيّة على كون ظنّه معتبرا في الواقع ، بل يكفي في ذلك كونه كذلك بنظره ، كما هو واضح.
وقد ظهر بما ذكر أنّ قوله عليهالسلام : «وأنت ترى أنّك في وقت» يعمّ الاعتقاد الجزمي ، بل هو من أظهر مصاديقه.
فما عن غير واحد من تفسيره بالظنّ بظاهره غير مستقيم ، كما تقدّم التنبيه
__________________
(١) أي : رواية إسماعيل بن رياح ، المتقدّمة في ص ٣٦٦ و ٣٨٩.
(٢) راجع : ص ٣٦٦ و ٣٨٩.