كلّ جمعة فدلّني على عمل فيه فضل صلاة الجمعة إذا مضيت إلى أهلي أخبرتهم به ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إذا كان ارتفاع النهار فصلّ ركعتين تقرأ في أوّل ركعة الحمد ، مرّة ، وقل أعوذ بربّ الفلق ، سبع مرّات ، واقرأ في الثانية الحمد ، مرّة واحدة ، وقل أعوذ بربّ الناس ، سبع مرّات ، فإذا سلّمت فاقرأ آية الكرسي سبع مرّات ، ثمّ قم فصلّ ثماني ركعات بتسليمتين ، واقرأ في كلّ ركعة منها الحمد ، مرّة ، وإذا جاء نصر الله والفتح ، مرّة ، وقل هو الله أحد ، خمسا وعشرين مرّة ، فإذا فرغت من صلاتك فقل : سبحان الله ربّ العرش الكريم ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ، سبعين مرّة ، فو الذي اصطفاني بالنبوّة ما من مؤمن ولا مؤمنة يصلّي هذه الصلاة يوم الجمعة كما أقول إلّا وأنا ضامن له الجنّة ، ولا يقوم من مقامه حتّى يغفر له ذنوبه ولأبويه ذنوبهما» (١).
وفي الجواهر بعد نقل الرواية قال : وظاهره أنّها عشر ركعات بثلاث تسليمات ، وقال غير واحد : كالصبح والظهرين. فإن أرادوا به ما ذكرنا ، كان جيّدا ، وإن أرادوا بحيث يشمل التشهّد الوسط في الرباعيّتين منها ونحوه ـ كما يفهم من الروضة ـ طولب بدليل ذلك (٢). انتهى.
أقول : مرادهم بحسب الظاهر كونها كالظهرين في اشتمالها على التشهّد عقيب كلّ ركعتين ، وهذا إن لم يكن أقوى فلا ريب في أنّه أحوط ؛ إذ لقائل أن يقول : إنّه إن أراد بقوله : «بثلاث تسليمات» الإتيان بالتسليمات من غير أن يسبقها
__________________
(١) مصباح المتهجّد : ٣١٧ ـ ٣١٨ ، وعنه في الوسائل ، الباب ٣٩ من أبواب صلاة الجمعة وآدابها ، ح ٣ ، وجواهر الكلام ٧ : ٦٩.
(٢) جواهر الكلام ٧ : ٦٩ ، وانظر : الروضة البهيّة ١ : ٤٧٤.