ميل الشمس عن وسط السماء وانحرافها عن دائرة نصف النهار ـ على سبيل الترتيب أو التشريك على الخلاف الآتي ـ مضافا إلى عدم الخلاف فيه ، بل دعوى الإجماع عليه عن غير واحد ، بل ادّعى بعض (١) أنّ عليه إجماع المسلمين بل الضرورة من الدين ـ الكتاب المبين : قال الله تبارك وتعالى (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) (٢) والدلوك هو الزوال بشهادة جماعة من اللّغويّين على ما حكي (٣) عنهم ، ودلالة جملة من الأخبار الآتية عليه ، والصلاة المأمور بإقامتها هي الفريضة بشهادة الأخبار الآتية.
ويدلّ عليه أيضا أخبار مستفيضة بل المتواترة معنى ، ويستفاد من أكثرها الجزء الثاني من المدّعى أيضا ، أعني امتداد وقتهما إلى الغروب.
منها : صحيحة زرارة ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : أخبرني عمّا فرض الله تعالى من الصلوات ، قال : «خمس صلوات في الليل والنهار» قلت : هل سمّاهنّ الله عزوجل وبيّنهنّ في كتابه؟ قال : «نعم ، قال الله عزوجل لنبيّه صلىاللهعليهوآله (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) ودلوكها زوالها ، ففيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سمّاهنّ الله وبيّنهنّ ووقّتهنّ ، وغسق الليل : انتصافه ، ثمّ قال (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) (٤) فهذا الخامس ، وقال في
__________________
(١) النراقي في مستند الشيعة ٤ : ١٢.
(٢) الإسراء ١٧ : ٧٨.
(٣) الحاكي هو العاملي في مدارك الأحكام ٣ : ٣٣ ، وانظر : الصحاح ٤ : ١٥٨٤ ، ولسان العرب ١٠ : ٤٢٧ ، والمصباح المنير : ٢٤٠ «ذلك».
(٤) الإسراء ١٧ : ٧٨.