امّتك في ساعات الليل والنهار؟ فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّ الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها فإذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبّح كلّ شيء دون العرش بحمد ربّي جلّ جلاله ، وهي الساعة التي يصلّي عليّ فيها ربّي جلّ جلاله ، ففرض الله عليّ وعلى امّتي فيها الصلاة وقال (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) (١)» إلى أن قال : «وأمّا صلاة العصر فهي الساعة التي أكل فيها آدم من الشجرة فأخرجه الله عزوجل من الجنّة فأمر الله ذرّيّته بهذه الصلوة إلى يوم القيامة واختارها الله لامّتي ، فهي من أحبّ الصلوات إلى الله عزوجل ، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات» (٢) الحديث.
ولا يبعد أن يكون المراد بالحلقة في الرواية هي دائرة نصف النهار.
وكيف كان فلا شبهة في عدم صلاحيّة هاتين الروايتين ـ مع عدم صراحة ثانيتهما ـ لمعارضة ما عرفت ، فالأقوى ما نسب (٣) إلى المشهور من أنّ صلاة الوسطى هي صلاة الظهر ، الشاملة لصلاة الجمعة في يومها.
فلنرجع إلى ما كنّا بصدده ونقول :وممّا يدلّ على المدّعى أيضا : صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال :«إذا زالت الشمس دخل الوقتان : الظهر والعصر ، وإذا غابت الشمس دخل الوقتان :المغرب والعشاء» (٤).
__________________
(١) الإسراء ١٧ : ٧٨.
(٢) الفقيه ١ : ١٣٧ / ٦٤٣ ، الوسائل ، الباب ٢ من أبواب أعداد الفرائض ، ح ٧.
(٣) الناسب هو البحراني في الحدائق الناضرة ٦ : ٢٢.
(٤) الفقيه ١ : ١٤٠ / ٦٤٨ ، التهذيب ٢ : ١٩ / ٥٤ ، الوسائل ، الباب ٤ من أبواب المواقيت ، ح ١.