(ون ـ ه س) ، ونحن لا ننكر لعمر بن الخطّاب فقهاً ولا علماً شأن كلّ مسلم عاصر النبي الأعظم وعاشره إن لم يُلهه عنه الصفق بالأسواق ، وإنّا نودّ أن نعرّفه ـ إن وسعنا ـ بما وصفه الرجل بعد ما عُرف في الملأ بالخلافة الراشدة ، ومن حمله ذلك العبء الثقيل ، غير أنّ ما حفظته غضون الكتب والمعاجم لا يتّفق مع هذه المزعمة ، والتاريخ الصحيح يوجّهنا إلى غير شطر ولّى الرجل إليه وجهه ، ويبعدنا عن محسبته بُعد المشرقين ، ويُسمعنا قول الخليفة نفسه من وراء ستر رقيق : كلُّ الناس أفقه من عمر حتى ربّات الحجال (١) ، فنحن نقدّم الى رُوّاد الحقيقة آثاراً تُعرّف مهيع الطريق ، وتُعرب عن جليّة الحال.
__________________
(١) سيوافيك حديثه [ص ١٣٧ ـ ١٤٢ ، ٢٠٤]. (المؤلف)