بطن أُمّه فإنّه يغتذي من سرّتها (٥) ولا يبول ولا يتغوّط. وأمّا الألوان في القصعة الواحدة فمثله في الدنيا البيضة فيها لونان أبيض وأصفر ولا يختلطان. وأمّا الجارية التي تخرج من التفّاحة فمثلها في الدنيا الدودة تخرج من التفاحة ولا تتغيّر. وأمّا الجارية التي تكون بين اثنين فالنخلة التي تكون في الدنيا لمؤمن مثلي ولكافر مثلك ، وهي لي في الآخرة دونك ، لأنّها في الجنّة وأنت لا تدخلها ، وأمّا مفاتيح الجنّة فلا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله».
قال ابن المسيّب : فلمّا قرأ قيصر الكتاب قال : ما خرج هذا الكلام إلاّ من بيت النبوّة. ثمّ سأل عن المجيب ، فقيل له : هذا جواب ابن عمّ محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم. فكتب إليه :
سلام عليك ، أمّا بعد ؛ فقد وقفت على جوابك ، وعلمت أنك من أهل بيت النبوّة ، ومعدن الرسالة ، وأنت موصوف بالشجاعة والعلم ، وأُوثر أن تكشف لي عن مذهبكم والروح التي ذكرها الله في كتابكم في قوله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) (٦).
فكتب إليه أمير المؤمنين : «أمّا بعد ؛ فالروح نكتة لطيفة ، ولمعة شريفة ، من صنعة باريها وقدرة منشئها ، أخرجها من خزائن ملكه ، وأسكنها في ملكه ، فهي عنده لك سبب ، وله عندك وديعة ، فإذا أخذت مالك عنده أخذ ماله عندك ، والسلام».
زين الفتى في شرح سورة هل أتى للحافظ العاصمي ، وتذكرة خواصّ الأُمّة لسبط ابن الجوزي الحنفي (٧) (ص ٨٧).
__________________
(٥) كذا في المصدر ، والصحيح ظاهراً : سرّته.
(٦) الإسراء : ٨٥.
(٧) تذكرة الخواص : ص ١٤٤.