بحوث في الملل والنّحل [ ج ٨ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في بحوث في الملل والنّحل

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

الإمام الأوّل

المصطفى بالله نزار بن معد المستنصر

( ٤٣٧ ـ ٤٩٠ هـ )

قد تعرفت على أنّ المستنصر عهد بالولاية لابنه نزار إلّا أنّ الأفضل رئيس الوزراء ، سعى لخلعه ، وبايع أخاه الأصغر أحمد المستعلي ، وقد ذكرنا سبب هذا الخلاف ، فغادر الإمام نزار القاهرة بصحبة عدّة من رجال دعوته ، ونزل الاسكندرية بدعوة من حاكمها ، فسار إليه الأفضل علىٰ رأس جيش وحاصر الاسكندرية ، وعندما اشتدَّ الحصار عليها غادرها الإمام نزار مع أهل بيته متخفّياً بزي التجار ، نحو « سجلماسة » حيث مكث عند عمّته هناك بضعة أشهر ، حتى عادت إليه الرسل التي أوفدها لإبلاغ الحسن بن الصباح عن محل إقامته ، فسار إلى جبال الطالقان مع أهل بيته ومن بقي معه من دعاته وخدمه ، حيث استقر بقلعة « آلموت » بين رجال دعوته المخلصين ، وعمل مع الحسن بن الصباح علىٰ تأسيس الدولة النزارية ، وبعد أن تمّ له ذلك أصابه مرض شديدٌ استدعى علىٰ أثره دعاته ونص على إمامة ابنه ( علي ) وذلك سنة ٤٩٠ هـ ، وتوفي في اليوم الثاني ودفن في قلعة الموت. (١)

هذا ما يذكره ذلك المؤرخ ، ولكنَّ غيره من المؤرخين يذكرون شيئاً آخر ، وهو أنّ الأفضل لحق به ونشبت بينهم معارك ضارية انتهت بمقتل نزار ، وقد انتقم

______________________

١. مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الإسماعيلية : ٢٥٥.

left