نزلنا دوحه فحنى علينا |
|
حنو الوالدات على الفطيم |
وأرشفنا على ظمأ زلالا |
|
ألذ من المدامة للنديم |
يصد الشمس أنى واجهتنا |
|
فيحجبها ويأذن للنسيم |
ورأيت في هاته الغابات نظاما لقطع الشجر من جانب منها ثم يصان إلى أن تنمو أصوله ويرجع كعادته ، وفي مدة صيانته يقص جانب آخر وهكذا. فالأشجار لها قوانين خاصة ولها عشاق كبقية المناظر الطبيعية مثل الجبال والبحار. ومعلوم أن منافع الأشجار كثيرة للإنسان والحيوان ، فأول ما ستر به آدم أبو البشر جسده هي أوراق الشجر. وأول ما اقتات منه ربما كانت ثمارها. ومن ألواحها أول ما بنيت المساكن فيما يظهر ، ومن حطبها كان تنضيج اللحم وبقية أنواع الغذاء ومنها خشب آلات حرث الحبوب. فالمنافع الطبية في الغابات ثم الاجتماعية كسقوفات المساكن وطرقات سكك الحديد وسفن البحر ثم الصناعية حتى الصبغ والدبغ. خدمت الأشجار العلم خدمة عظيمة بالكاغد الذي تحرر عليه الكتابة وتخلد به العلوم.
فالأشجار تخدم الحيوان بل والعالم في حال حياتها بثمارها ومناظرها وظلالها وطيب هوائها. وفي حال مماتها باستعمالها في غالب حاجات وضروريات الحيوان الذي تخدمه بموتها ليعيش. لذلك غرس الأشجار من منافع الحياة ومن الأعمال العظيمة.
وقطع الأشجار جناية كبرى على العالم أجمع.
وصلنا إلى كوفان دوشارطروز وهو دير للرهبان في جبال شارطروز أسسه منذ قرون من كان محبا للبعد عن الناس والتفرغ للعبادة. حيث وجد مبتغاه بين الجبال المسماة شارطروز جوفي كرونوبل. وأنت تعلم أن الحكماء اختارت أربع كلمات من أربع كتب ، فمن التوراة من قنع شبع ، ومن الزبور من سكت سلم ، ومن الإنجيل من اعتزل نجى. ومن الفرقان (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ). وقال ثابت بن قرة : راحة الروح في قلة الآثام ، وراحة القلب في قلة الاهتمام ، وراحة