منظرا. وبها من أبناء الشرق وأهل اللسان العربي ما يؤنس الشرقي بخلاف إيكس ليبا كما سيأتي. وسعر الانتفاع بالمياه في الأحواض وأخذ الإزارات بلغني عنه ما يهون علينا أسعار قربص الجديدة بتونس ، بل ويحث الأروباويين على تقضية فصل الشتاء في قربص الذي به المناظر الجميلة التونسية البرية والبحرية والهواء الطيب والأسعار الرخيصة والاستحمام بمياهه الغريبة النفع والعديمة النظير والفعالة بالشفاء العاجل بإرادة الله تعالى.
سكان إيكس ليبا نحو آلاف ٨ وفي المصيف أكثر من ذلك ، وفيه يبلغ عدد الزائرين نحو أربعين ألفا وهذا ما يضاهي فيشي أو يفوقها. وجمعية مصالح المدينة «صانديكا دونيسياتيف» من أسباب توفير عدد الزائرين بما ينشرونه من الكتايب والتعريف بمنافع ومنتزهات بلدهم.
وربما ساق الزائرين إليها موقعها العامر بما حواليه من القرى والجبال والبحيرات ، لذلك ربما كان طقسها أبرد من فيشي. وهي في ضواحي كرونوبل كما علمت ومتوسطة بين البلدتين الجميلتين كرونوبل وجنيف. وليست لهما ثالثة في جمال الموقع وكثرة المنازه والمناظر الطبيعية المحيطة بهما في جميع الجهات والبلدان التي شاهدتها. يسكنها نصف غني لكثرة المصاريف ، ونصف مريض لأن نفع مياهها يكاد في تأثيراته أن يقارب مياه فيشي ، ويمكن أن يكون في منزلة حمام الأنف بالنسبة إلى قربص وبالأخص من جهة آلام الأعصاب. ويسكنها نصف متنزه لتوسطها بين جنيف وكرونوبل وبقرب الجبال والمروج والبحيرات وهذا مما تفوق به فيشي. من الكار الغربي المذكور يصعد في طريق يسمى به إلى بطحاء بها الأشجار والكراسي تسمى (بارك) وعلى اليمين أي إلى الجنوب من ذلك البستان طريق شامبري وكرونوبل وبه مخزن تباع به البضايع التونسية ، وإلى الشمال طريق جنيف وهما متقابلان ، وكلاهما كلما أوغل وقارب طرف المدينة مال إلى الغرب حتى يماسس خطا مستقيما كوتر على قوس هو بلفار الكار حدا غربيا للبلاد مارا بين محطة سكة الحديد والمدينة.
وفي زاوية ملتقى نهجي الكار وفي قبالته شرقا مطعم نظيف ومناسب قلت به فرأيت فيه المرافق اللائقة للمتحري في أمر معيشته مع الرفق.
مياه إيكس ليبا منها الحار ومنها البارد ، وآثار البناءات الرومانية تشهد بانتفاع