وفاقتها ، بما اقتضاه العصر الأخير ، في ترقي العلوم وكثرة الاختراع ، مثلما شابهت باريز عاصمة القاهرة المعزية فيما حدثوا به عنها في العمران بالقرن الثامن. فباريز هي العاصمة القاهرة وبابل الساحرة.
فأوجه الشبه بين باريز وبابل :
١. مثل الاعتناء بالطب وبالفلك.
٢. وترتيب اللباس وأثاث البيوت والموائد.
٣. التجارة.
٤. في النهر الذي يشق المدينة ـ وهو الساين في باريز.
٥. في البساتين الكثيرة في البلاد.
٦. في القصر الشاهق بالمدينة ـ وهو تور إيفايل في باريز.
٧. في اتساع السور وكثرة الأبواب.
وما خالفت باريز بابل إلّا في واحدة فقط : كانت بابل تحتقر النساء وتسيء معاملتهن وباريز بعكس ذلك على خط مستقيم. تحترم المرأة غاية ، وتجاملها بلا نهاية. ولأديب القيروان الشريف السيد صالح سويسي من قصيدة أرسل لي بها حال إقامتي بباريز وستأتي بعض عيون منها في منازلها بأدوار الكلام على تفاصيل باريز :
باريز تبد وباعتبار جنة |
|
وإذا أريد بها المجون جهنما |
فالزائرون لعبرة نالوا المنى |
|
والويل من لسوى المعارف يمما |
نظرة في الرقي : يقف الناظر إلى نظام المجتمع ورقي الجنس في باريز مستغربا مما وصل إليه التدبير الفكري والعمل البشري من المدارج العالية والكمالات الباهرة التي يحار المتأمل في سبيل الوصول إليها ويضل دون فهم طرق غايتها. ولكن أمد الرقي والوصول إليه ، في نظر الغافل أو الناظر للأشياء سطحيا وبدون سبر الغور والقياس الصحيح ، يحسبه هينا وهو عند المتعقل عظيم. كعمر الأرض أو مبدأ النوع البشري