يوم الاثنين ٢٣ من جوان ١٩١٣
حضرت مجلس نواب الأمة «شانبردوبتي» في قصر عائلة ملوك البربون ، ويسمى «بالي بربون» ، بعد أن جاءتني بطاقتان من وزارة الخارجية في الرخصة للحضور وبطاقتان كذلك من أحد النواب بمجلس الأمة المسيو ألبان روزي المتودد للمسلمين بما يدافع به هذا الكريم ، عن جنس له فخر قديم. ورقي عظيم ، ويتطلب له مشاركة في الرقي الحاضر بالمساواة والتعليم. فنشكر جميعهم على حسن الاعتناء وجميل القبول. دخلت إلى هذا القصر المؤسس من عام ١٧٢٢ على شفير الضفة الجنوبية من نهر الساين وبابه متجه لقنطرة كونكورد التي جنوبها البطحاء الكبرى المسماة بذلك ، وبها المسلمة المصرية كما سيأتي الحديث عنها. وجدت المجلس محتبكا بالنواب ومفعما بالمتفرجين ، وكان جلوسي في قبالة مجلس الرئيس وبالجانب الذي على يمينه ، والمتفرجون في الأدوار العليا والنواب في السفلى ، ومجالسهم على هيئة مجالس التلامذة في بيوت التعليم لكل فرد دواة. غير أن بقاع الجلوس مدرجة تشبه مجالس محلات التمثيل من هاته الجهة وتتخلل المجالس معابر كخطوط العرض بالكرة الأرضية توصل إلى مركز دائرة تلك المجالس. وأمام مجلس الرئيس الذي هو كوتر بقوس الدائرة. وبمكان المرسح في محلات التمثيل «وهذا المكان أيضا مرسح للسياسة» مجلس الرئيس مرتفع على سطح مركز الدائرة وخلفه كتبه ، ومسدولة على جدار البهو وراءهم زرابي مصورة من صنع معمل كوبلاين الشهير. وأمام الرئيس منبر الخطابة متى انتهى الخطيب إلى الدرجة العليا منه يكون الرئيس على يساره. وقبالته حزب الشمال وأسفل المنبر كتبة الأخبار. وفي ذلك المجلس صور مجسمة منها واحدة بيدها قضيب فوقه صورة ديك من نحاس وأخرى بيدها مزمار وصورة تباشر كتابة شيء بين يديها ، وأمام طاولة الرئيس ميزان ولعله رمز للعدل. وجدت خطيبا من حزب الشمال يتكلم في شأن قانون استخدام العساكر ثلاثة أعوام بدل عامين ليصير الجيش فوق السبعمائة ألف حال السلم بدل خمسمائة ألف ، وكان رأي الخطيب عدم لزوم ذلك وحزب المسيو جوريس رئيس الحزب الاشتراكي مؤيد له ، وكثيرا ما صفقوا له في أثناء الخطبة ، وأحيانا ينادون «تريبيا تريبيا» : حسن جدا حسن جدا. وبعكس