ذلك قسم يمين الرئيس قاطعوا الخطيب مرارا. فيدافع عنه حزب الشمال فيختلط الكلام فيدق الرئيس بعصاه على مصطبة ، وإذا تمادوا دق بناقوس أمامه فيسود السكوت ويتمادى الخطيب في كلامه. وكانت بين يديه أوراق يراجع منها من حين إلى آخر طوالع الكلام أو بعض أرقام. وأمامه كأس ماء كان يتناول منها ليرطب حلقه ويبل لهاته. صعد خطيب ثان وفي أثناء كلامه انتقد على وزير الحرب ، فدافع الوزير عن نفسه وهو جالس ، فسكت الخطيب وتصدى له حزب الشمال وقام شيخ الخطابة المسيو جوريس متحمسا فنثر جملا حادة كالسهام المفوقة من بين بياض لحيته وحمرة وجهه صفق لها حزب الشمال ، وكانت تأييدات حزب اليمين أقل صدى من هجمات صف الشمال. ويطوف بين المجالس أعوان في أعناقهم سلاسل؟ وكثيرا ما يدعو الرئيس أناسا يتحادث معهم ، وأخيرا يشتغل بكتابة بعض رسائل يرطب ظروفها بنفسه. وإليك مضمون ما أبرزته الأفكار ورقمته في المسألة صحف الأخبار. قالوا إن الأفكار عموما مستحسنة لتمديد الخدمة العسكرية وتنتظر موافقة مجلس الأعيان بفراغ صبر ولا شك في إمضائهم هذا القانون بسرعة. وسمعت من بعض الأعيان استعدادهم للموافقة على هاته المسألة. كتبوا وقالوا يود العقلاء أن تفهم كافة الأمة هاته المصلحة العامة المقصودة من هذا القانون للأمن على المملكة من اختلال التوازن مع الدول المجاورة حيث عساكر ألمانيا مفعمة بهم حدود الألزاس واللوراين ، في حال أن العدد العسكري الفرنساوي محتاج إلى التنمية خصوصا بعد عام ١٩٠٥ الذي كان قانونه غير سادّ كما يلزم لثغر الحاجة ، وأن فرانسا الآن تنشل نفسه وترفع رأسها لما ظهر أن ألمانيا هيأت جيشا عدده تسعمائة ألف. فبقانون خدمة الأعوام ٣ يكون لفرنسا سبعمائة وخمسون ألفا تحت السلاح بنقص مائة وخمسين ألفا من ألمانيا ، ولكن لا مضرة في ذلك إذ ليس المقصود هو التسوية في الأعداد وإنما المقصد تهيئة جيش ذي مقدرة وخبرة يدافع العدو ولا تسود عليه أعماله. وهذا لا يتأتى بجيش خدمة العامين وإنما يحصل من جيش الثلاثة أعوام على كثرة مصاريفه. ومعلوم أن مصاريف السلم دائما لا تكون ثقيلة.
وإليك حساب القوات الحربية لبعض الدول في البر والبحر
في السلم والحرب أخذا من بعض الإحصائيات :