تباعدا عما ينافي الشمم. والوشاية إنما تروج عند سخيف الفكر ويتقبلها ضعيف الإرادة. والأول يعتبرها صدقا متى لم يتدرب على أطوار وحقائق أبناء الدهر ولم يتدبر عاقبة بطانة السوء. وهذا يحمل على الغفلة والتفريط. والثاني يداري بقبولها أغراض حاشيته أو أقاربه ويجاملهم بما لا يعتقده ضميره وبحيث يستسلم لإرادتهم ، وهذا يحمل على التغفل والإفراط.
ومن لم يطرد الواشين عنه |
|
صباح مساء يردوه خبالا |
شاهدت من مجموعات القصر أو الملجأ أو قبر نابليون كثيرا من المدافع والرايات المأخوذة من الأمم وعلى بعض المدافع كتابة عربية : هذا مما أمر بعمله الأمير المفخم جعفر باشا أيده الله تعالى ٩٨٩ بتاريخ أوائل رمضان السلطان مراد الثالث «عمل المعلم جعفر».
وعند مبارحة قصر نابليون قال لي صديقنا الدكتور قد زرنا رجلا قتل كثيرا وسنزور رجلا أحيى كثيرا. ولما سألته عنه قال إنه باستور الطبيب ، فلاحظت له بأن هذا الكلام شعر. وتلقيت إذ ذاك رسالة وردت لي من صديقنا الفاضل السيد صالح سويسي بها قصيدة دخلت معي إلى بعض الأماكن التي اشتملت عليها أبياته وإشاراته ونص ما يخص قصر نابليون :
«ليزانفليد» كن إليه مسارعا |
|
فدخوله قطعا عليك تحتما |
واقصد «لنابليون» عند ضريحه |
|
رجل الشجاعة من به الملك احتمى |
فلكم تفرقت الجيوش ببأسه |
|
ولكن أسيلت من قواضبه الدما |
رد الألوف بعزمه لاكنه |
|
بالعزم لم يردد قضاء مبرما |