بيرجاير : بشارع ريشار مثلوا به ليلة حضوري عدة أساليب من اللباس والغناء والرقص العربي. الأبرا : حضرت التمثيل بقصر الأبرا الشهير وكانت الرواية تسمى «لو أن كرين» بها ثلاثة فصول ، والشعر والألحان من تأليف ريشارد فانيار الألماني ، ترجمه إلى الفرنساوية شارل نويتار. وأصلها حكاية الفارس الأبيض شخصت عام ١٨٥٠ في فالمار بمناسبة احتفال بالشاعر كوت بنجاح باهر بعد أن رفضت في التشخيص وزهد فيها عدة سنوات. وهكذا الأمور في مباديها تنبت على أديم الزهد وتحت أشعة الازدراء ، وليس لنجاحها إلا ماء الثبات وعزيمة الصبر. وعام ١٨٨٧ ـ ١٨٩١ شخصت في فرانسا واحتقرت في أول الأمر وقوبلت بالصفير عند الشروع في العمل ، ثم أعقب ذلك قبول العموم في باريز وغالب مدن أروبا وأمريكا وترجمت إلى كثير من اللغات بصفة خارقة للعادة في الإقبال والولوع بها.
اعتبر المؤلف أن «لو أن كرين» أحد الآلهة «على عادة الأمم السالفة البعيدة عن التعاليم الإلهية الحقة» نزل إلى الأرض في صورة رجل باحث عن امرأة لا تسأله عن اسمه ولا من أي جهة أتى ، غير أنه يلزم أنها تحبه محبة عمياء بلا شرط ولا يريد إظهار مقامه العالي للمرأة حتى تكون المحبة منها غير معللة. كما يريد من جهته أيضا أن يكون محبا ومحبوبا في آن واحد بلا سبب آخر غير الحب. ولبعض أسباب طرأت على المرأة في ملأ من الناس صاحت كأنها مستغيثة فظهر بعض الشيء من ألوهية لو أن كرين فخالج الشك بعض الناس في ألوهيته وحقره قوم وحسده آخرون ، وامتدت هاته الأسحبة على أديم المرسح البشري حتى بلغ ظلها قلب المرأة نفسها فلاحظ لو أن كرين للملأ بأنه لو عرفت المخلوقات حقيقته لعبدته أو على الأقل لم يهن. وبالإخارة أوضح لهم حقيقة أمره ورفع ستار الشك عن تمثيل الحقيقة ، وزالت ظلمات السحب ببرق الكهرباء ففارقهم وطوى بساط أمره ولسان حاله ينشد «الطلاق والانطلاق».
أطلت في شرح هاته الرواية ليعلم أن أوهام الأمم السابقة وخرافاتهم تتجدد قصصها ويلذ سماعها حتى في أدوار الحضارة. كانت الأبيرا مفعمة بالأغنياء والغانيات ، وبها ترى الحلل الفاخرة والمصوغ النفيس على نساء باريز. بنات العائلات الكبرى وزوجات الأغنياء وصاحبات المال والجمال يرفلن في الديباجيات ، وقد