وفرض له الجراية ، فجزاه خيرا ، وحمل في القفص فمات من جراحته سنة ٣٣٥.
كان النضر بن حارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار ابن قصي من شياطين قريش وممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وينصب له العداوة ، وهو الذي أنزل الله فيه (وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً). فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة بدر ونزل بالصفراء ومعه الأسارى من المشركين أمر بقتله فقتله علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقالت أخته قتيلة لما بلغها قتله :
يا راكبا إن الأثيل مظنة |
|
من صبح خامسة وأنت موفق |
بلغ بها ميتا بأن تحية |
|
ما أن تزال بها الركائب تخفق |
مني إليك وعبرة مسفوحة |
|
جادت بواكفها وأخرى تخنق |
هل يسمعن النضر إن ناديته |
|
أو كيف يسمع ميت لا ينطق |
أمحمد يا خير نسل كريمة |
|
في قومها والفحل فحل معرق |
ما كان ضرك لو مننت وربما |
|
منّ الفتى وهو المغيظ المحنق |
فالنضر أقرب من أسرت قرابة |
|
وأحقهم إن كان عتق يعتق |
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه |
|
لله أرحام هناك تشقق |
فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الشعر رقت نفسه الكريمة وذرفت