الكتب وخواتمها ، عرفت الأشكال بهم ونسبت إليهم.
وفي الثانية انتصاب محراب عربي في جدار الكنيسة إلى جهة القبلة. وفي زاويتها الشرقية أشكال الشجر والآدمي من حجارة مجسمة دقيقة الصنع غاية في الإتقان وبديعة في بابها تسمى شجر جايسي. عبارة دينية ونسبة لبعض أجداد عيسى عليه السلام وهو الذي كان له عدة أبناء أحدهم داوود. وكانت لهاته القرية سمعة دينية يحجها المسيحيون سنويا إلى أن أجلت الحكومة في السنوات الأخيرة الرهبان من هذا المكان.
في وسط القرية وببطحاء نهج الجمهورية حوض يملؤه ماء متدفق من فم أسدين مررت بهما فقرأت عليهما قول الشاعر :
أسد كأن سكونها متحرك |
|
في النفس لو وجدت هناك مثيرا |
فكأنما سلت سيوف جداول |
|
ذابت بلا نار فعدن غديرا |
وبقربها قصر في أعلاه ساعة تدق لإفادة القرية ، وأكثر الناس استفادة منها سكان ذلك القصر المحرومين من رؤية ظاهره الذي فيه الرحمة على عكس باطنه. قلت للسيد وكيل الدولة هناك : ما أحكم وضع هاته الساعة بهذا القصر لتخفف على الملزومين بالإقامة فيه أمدا معينا أو بضع سنين. كحكمة وضع علامات الأميال بالطريق لتهون على المسافر النصب متى علم ما قطعه منها فينشط لقطع الباقي. نسوة هاته القرية هن القائمات بكنس الطرقات صباحا وببيع الخضر في الأسواق والسكك. وذوات الأهالي مختلفة في الخلق فلا تجد البياض مطردا ولا الحمرة في أكثرهم ، ولا الجسامة في جميعهم ، ولا الكلثمة بقليلة ، أو الطول في العموم ، ولا النحافة في غالبهم ، ولا الصفرة أو السمرة بنادرتين ، فكل واحد شكل بانفراده حتى في العائلة الواحدة كالأب والابن والبنت والأم وما رأيت مثل هذا في بلد آخر.
يوجد في القرية قنال تتجمع به الأوساخ وتتصاعد منه روائح كريهة ، وبلغني أنه يختلط ببعض الأنهار التي يشرب منها السكان ولا أظن الأهالي ينفلتون من أمراض