الشرقي منه. وكانت هيئة جلوس الناس به تشغل حصة غير قليلة نظر الغريب الذي يرى هذا الحشر أول مرة ، فيستحسن الطرف جلوس اثني عشر ألفا نهارا رجالا ونساء كبارا وصغارا على دواير الدرج المتصاعدة ، وكل دائرة من الجلاس أعلى إلا وهي أوسع من السفلى وأبعد في رأي العين ، وهاته الألوف متقابلة يرى بعضها بعضا وبطحاء الملعب «المصارعة» بين جميعهم. إلا أن أرباب الدوائر الصغرى وهي السفلى لا يخفى عليهم من البطحاء شيء ، وينظرون لما يجري بها أفقيا ، ولذلك مجالسها أغلى سعرا وأكثر اعتبارا ، بخلاف الدوائر العليا فإنها زيادة على البعد لا تظهر منها على مقتضى النظام الهندسي مساحة البطحاء كلها وأشعة البصر تنزل عموديا على البطحاء فمنظر ما بها يكون على خلاف المعتاد كالناظر في بير. ومن عهد الرومان كانت مجالس الأعيان في الطبقة السفلى والفرسان في التي فوقها. والعبيد في العليا حسا لا معنى. ولا ينتقد على نظام هذا البناء إلّا فقط مظلة تقي الناس من الحر والمطر ، فقد رأيت مظلات صغرى من الكاغد على شكل جابوني بلغت الواحدة منها في آخر الأمر إلى فرنك لما ألحت الشمس على الجلاس عدة ساعات وليس لهم محيص من الاتجاه لها. اطلعت على برنامج اللعب فإذا به أسماء الرجال المصارعين.
كارونا ـ من المكسيك. شيكيتو دوبكونا ـ من باسك البيرنيي. لويس فرق ـ من المكسيك.
أسماء الثيران ـ لوراينو ـ فرطونا ـ بولانديرو ـ برليتو مالكوايمو إيريزو ـ من تربية إدوارد ميورا.
البداءة من الساعة ٤ يوم الأحد ٦ جويليه ١٩١٤ ـ السعر ٢٠ ـ ١٨ ـ ١٢ ـ ٩ ـ ٦ ـ ٥ ـ ٣ ـ ٢ للصغار والعساكر ـ والدخل منه عشرة في المائة للفقراء.
على الساعة الرابعة خرج من الباب الشمالي من دائر الألواح المحيطة ببطحاء الملعب فارسان فحيتهما الألوف بالتصفيق ، وسلم هذان برفع القبعة وجالا في البطحاء ، وبعد أن طلبا الطعن والنزال في أرض خالية خرجا من حيث أتيا. ودخل إلى البطحاء بعدهما سبعة فوارس ففعلوا مثلهم كأنهم اغتنموا فرصة قبل خروج الثيران ليظهروا للناس فروسيتهم وشجاعتهم لما خلوا بهاته البطحاء ، وستراهم لا يفعلون مثل ذلك عند ظهور الثيران.