المعظم سيدنا محمد الناصر باشا باي أدام الله دولته وأمد بالسعادة مملكته ، في دور جديد وعصر سعيد في العقد الرابع من القرن الرابع بعد الألف بولاية العالم الجليل والخطيب المصقع ، والبليغ اللسن والشاعر المفلق ، والسياسي المدرب والمصلح المتنور الصديق الوفي والنحرير اللوذعي الشيخ سيدي الطاهر ابن عاشور قاضي قضاة المالكية بالمملكة التونسية ، فرسمت هذا الكتاب باسمه تذكارا بعام ولايته لهاته الخطة وأداء لما توجبه روابط الوداد من التهنئة التي جعلت هدية هذا الكتاب عنوانا عنها بدل قصيدة من الشعر الذي أكثر له منه أرباب الود والأدب. وقد رسمت من تلك القصايد ما أرسل به صديقنا النحرير الفاضل الشيخ سيدي الخضر بن الحسين من دمشق الشام برسم التهنئة وما نظمه الصديق الماجد الأديب سيدي عبد العزيز المسعودي الكاتب بالقسم الأول بالحكومة التونسية (برد الله ثراه) ، وهما ركنان من النادي الأدبي الذي يجمعنا منذ عشرين سنة أقام أركانه ، وأشاد بنيانه ، ونظم عقده وألف بين قلوب أعضائه متين الود ووفي العهد الشيخ قاضي القضاة أمده الله بروح منه وها أنا أخاطبه متذكرا أيام النادي ومتمثلا بما لبعض الأدباء :
لقيتك في «ناد» وأنت رئيسه |
|
وبابك للأعلام مجتمع الوفد |
فإن لم ندر فيه الكؤوس فإننا |
|
أدرنا به للأنس مستعذب الورد |
جمعتنا حلقات العلم به في نصف ما قطعنا من الطريق ، فقضينا معه من أدوار الحياة الدور الذهبي الذي هو من العشرين إلى الأربعين. وها نحن مستقبلون مسافات بقية السفر في هذا العالم ، ونسأله تعالى فيها الحفظ والعصمة ودوام النعمة. وإليك قصيدة أحد الركنين من النادي الأدبي الذي أصبحت أخاطبه بمثل ما خاطب به ابن الخطيب صاحبه ابن خلدون وقد بعدت داره وشط مزاره :
بنفسي وما نفسي علي رخيصة |
|
فينزلني عنها المكاس بأثمان |
حبيب نأى عني وصم لأنثني |
|
وراش سهام البين عمدا فأضناني |