إمبراطور فرانسا يجأجىء به على حدود الأندلس عسى أن تضعف شوكة بني أمية أو على الأقل يقف تيارهم. وهذه شنشنة أخزمية بين الدول ، وعادة معروفة وسنة مألوفة حتى الآن في المحالفات والاتفاقيات.
رحل الكاتب الشاعر المؤرخ إبراهيم الرقيق بن القاسم القيرواني سنة ٣٨٨ بهدية من نصير الدولة باديس بن زيري من القيروان إلى الحاكم الفاطمي بمصر وقال في ضمن القصيدة التي نظمها في هذا الغرض :
إذا ما ابن شهر قد لبسنا شبابه |
|
بدا آخر من جانب الأفق يطلع |
إلى أن أقرت جيزة النيل أعينا |
|
كما قر عينا ظاعن حين يرجع |
وما مثل باديس ظهير خلافة |
|
إذا اختير يوم للظهيرة موضع |
حسام أمير المؤمنين وسهمه |
|
وسم زعاف في أعاديه منقع |
وغالب الهدايا التي تصدر من إفريقيا تكون من جياد الخيل ، وقد حدث عنها موسى بن نصير سليمان بن عبد الملك في آخر القرن الأول وذكر له أن أحسن خيلها الشقر. وابن الخطيب يقول في وصف هذا النوع منها :
وورد شقر واضحات شياتها |
|
فأجسامها تبر وأرجلها در |
ومن المنسوجات الصوفية ، ومن سباع الوحوش والطير ، وأكثر ما يستغربه أهالي أروبا الجمل مثلما تستغرب عندنا بشمال إفريقيا الزرافة والفيل. وقد شرح الكاتب البليغ والمؤرخ الخبير سيدي محمد بن الخوجة في الرحلة الناصرية إلى باريز عام ١٩١٢ الهدايا التي دارت بين ملوك فرانسا وتونس. وينتقى للسفر بين الملوك نوابغ الرجال في النباهة والفصاحة والعلم والسياسة لأنهم عنوان عن سياسة الملك المرسل