الحاضر ـ ما جاء في «الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى» (١) أن أبا العيش أحمد بن قاسم كنون من ملوك الأدارسة بالمغرب ، كان قطع دعوة العبيديين خلفاء مصر وتونس ، وبايع الخليفة عبد الرحمن الناصر صاحب الأندلس ، وخضع المغرب كلّه لأبي العيش بنفوذ الناصر وقوته ، ولما كان الخليفة في جهاد دائم مع الإفرنج ، أراد أبو العيش أن يلحق بساحة القتال ، واستأذن الخليفة في ذلك ، فأذن له ، وأمر بأن يبنى له في كل منزل ينزله قصرا ، وذلك من الجزيرة الخضراء (بقرب جبل طارق) إلى الثغر (حدود بلاد الإفرنج ، وكانوا يقولون لسرقسطة الثغر الأعلى) وأن يجري له فيها ألف دينار في كل يوم ضيافة له ، ومن الفرش والأثاث والطعام والشراب ما يقوم بالقصر ، فلم يزل على ذلك حتى وصل إلى الثغر ، فكانت منازله من الجزيرة إلى الثغر ثلاثين منزلا ا ه.
* * *
__________________
(١) [للسلاوي].