الأكوار ، وذلك إلى دائرة الأمن العام ، فتبحث عن أصحاب هذه اللقطات ، وتردّها لهم بتمامها مما يقضي بالعجب.
وإنك لتجد هذا الأمن ممدود الرواق على جميع البلدان التي ارتفعت فيها راية ابن سعود من منجد ومتهم ومعرق ومشئم بدون استثناء ، وقد علّل بعضهم هذا التأمين البليغ للسوابل بأنّه من أركان عقيدة الوهابيين الذين يقولون :
وما الدّين إلا أن تقام شعائر |
|
وتأمن سبل بيننا وشعاب |
قلت : أيا كان السببّ في هذا الأمان فإنّه نعم العمل ، ولا يوجد معنى للحكومة إن لم تكن أول ثمراتها الأمن والعدل ، ولو لم يكن من مآثر الحكم السعودي سوى هذه الأمنة الشاملة الوارفة الظلال ، على الأرواح والأموال ، التي جعلت صحارى الحجاز ، وفيافي نجد آمن من شوارع الحواضر الأوربية ـ لكان ذلك كافيا في استجلاب القول إليه ، واستنطاق الألسن في الثناء عليه.
فاليوم نجد التاجر ، والفلاح ، والحادي ، والملاح ، والحاج القاصد على الضوامر ، أو على الجواري المنشآت بالدسر والألواح ، يتحدّثون بنعمة هذا الأمن ، الذي أنام الأنام بملء الأجفان ، وجعل الخلق يذهبون ويجيؤون في هاتيك الصحارى ، وقد يكون معهم الذهب الرنّان ، وهم بلا سلاح ولا سنان ، فلا نريد من هذه الجهة مزيدا ، وإنما نرجو لهذه النعمة الدوام ، فلا عمران للبلاد إلا بالأمان والاطمئنان.
ذكر أمير الطائف الملقّب بالصحابي
ليس أمير الطائف المشار إليه هو المنفرد بمزيّة الضبط والربط في الإمارة التي عهد بها إليه ، بل هذه الحلية عامة للإمارات والولايات ، التي يظلّها لواء ابن سعود كلها ، إلا أنّ أمير الطائف محمد بن عبد العزيز ... بن عبد بالوهاب ، وهم يقولون ابن الشيخ ـ هو نسيج