ذلك مما شهد فعله (١) ، وباقي أحاديثه إما مرسل محكوم باتصاله ، أو غير مرسل (٢) عن أبويه ، وأخيه الفضل ، وخالته ميمونة ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وخلق من الصحابة.
وروى [أبو] الحسن المديني ، عن سحيم عن حفص ، عن أبي بكرة قال : قدم علينا ابن عباس البصرة ، وما في العرب مثله جسما وعلما ودينا وجمالا وكمالا.
وروى الطبرانيّ وغيره حديثا معناه أنّ أمّ الفضل ابنة الحارث زوجة العباس لما وضعت عبد الله بن عباس أتت به النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فأذّن في أذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى ، وسمّاه عبد الله ، ثم قال : «اذهبي بأبي الخلفاء» ويجوز أن يكون هذا الحديث «اذهبي بأبي الخلفاء» صحيحا ، وأن يكون الرسول صلىاللهعليهوسلم كوشف بذلك ، كما أنّه يجوز أن يكون مما وضع في زمن خلفاء بني العباس تزلفا إليهم.
ومثله ما رواه ابن فهد نقلا عن «تاريخ دمشق» وهو حديث مرفوع صرّح ابن فهد نفسه أنّه ركيك اللفظ واه ، وهو : «هبط عليّ جبريل عليهالسلام ، وعليه قباء أسود ، وعمامة سوداء ، فقلت : ما هذه الصورة التي
__________________
(١) في ترجمته من «تهذيب الهذيب» : (فائدة) روي عن غندر أنّ ابن عباس لم يسمع من النبي صلىاللهعليهوسلم إلا تسعة أحاديث ، وعن يحيى القطان : عشرة. وقال الغزاليّ في «المستصفى» : أربعة. وفيه نظر ، ففي «الصحيحين» عن ابن عباس مما صرّح فيه بسماعه من النبي صلىاللهعليهوسلم أكثر من عشرة ، وفيهما مما شهد فعله نحو ذلك ، وفيهما مما له حكم الصريح نحو ذلك ، فضلا عمّا ليس في «الصحيحين» ا ه مصححه.
(٢) كذا ـ والحديث المرسل من سقط من آخر سنده من بعد التابعي ، وهو الصحابي الذي سمع من النبي صلىاللهعليهوسلم أو حضر أو شاهد ما يرفعه إليه ، كقول التابعي : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم كذا ، ويطلق على ما رواه الصحابيّ مما لم يسمعه ولم يحضره. ا ه. مصححه.