وكانت ثروة الخليفة أبي بكر (١) من هذا المعدن ، ومن معدن آخر في بلاد جهينة.
ومن المعادن المعروفة في الحجاز معادن السوراقية ، وهي على ثلاث مراحل من المدينة إلى الشرق منها ، وهي ذهب وفضة ورصاص ، وهناك طواحينها وأفرانها.
ومن الغريب أني لم أجدها في «معجم» ياقوت ، إلا إذا كان قد ذكرها تحت اسم آخر.
وبحثت في «القاموس» و «التاج» عن السوارقية فرأيته يذكر بلدة بهذا الاسم من الحرمين الشريفين ، ولم يذكر أنّ فيها معادن ، ويقول : إنها بضم أولها.
وملحوظ أنّ كلّ هذه الجبال التي هناك غنية بالمعادن ، وقد كانت في زمن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز يؤخذ عليها رسم من مال الصدقة ، ثم أخذ منها على وجه الخمس.
__________________
(١) جاء في «طبقات ابن سعد» : كان أبو بكر معروفا بالتجارة ، ولقد بعث النبي صلىاللهعليهوسلم وعنده أربعون ألف درهم ، فكان ينفق منها ويقوّي المسلمين ، حتى قدم المدينة بخمسة آلاف درهم ، فكان يفعل فيها ما كان يفعل في مكة. انتهى.
وأمّا من جهة ما كان يعود عليه من المعادن ، فجاء فيها مايلي : وكان قدم عليه مال من معدن القبلية ، ومن معادن جهينة كثير ، وانفتح معدن بني سليم في خلافة أبي بكر ، فقدم عليه منه بصدقته ، فكان يوضع ذلك في بيت المال ، فكان أبو بكر يقسمه على الناس نقرا نقرا ـ بضم النون وفتح القاف ـ فيصيب كلّ مئة إنسان كذا وكذا ، وكان يسوّي بين الناس في القسم ، الحر والعبد ، والذكر والأنثى ، والصغير والكبير ا ه كلّه من حواشي الأصل.