وذكر أيضا أنّ في جبل بني سبأ (١) قبلي ضرية (٢) عمرو ، وفي رأس نقيل (٣) مما يلي بني سيف معدن نحاس ، وقد أخذ منه ، وعمل عملا ، وهو بالقرب من الطريق الذي ينزل منها إلى بني سيف.
وفي مكان يسمّى حوبر (٤) قفر حاشد (٥)
__________________
وياقوت قال : إنّها مدينة ، وصاحب «تاج العروس» قال : إنّها قرية ـ ولعلّها في زمن الزّبيدي أي منذ نحو (٢٠٠) سنة ـ كانت أنحطّت إلى قرية.
(١) بفتح أوله وثانيه وهمز آخره وقصره ـ أرض باليمن ، مدينتها مأرب ، بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاثة أيام ـ على قول ياقوت ـ سميت سبأ باسم سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وكان اسم سبأ عامرا ، وإنما سمي سبأ لأنّه أول من سبى السبي ، ولما كان سيل العرم ، تفرّق أهل اليمن ، فقيل ذهبوا أيدي سبا ، أي طرائق سبأ ، فاليد الطريق ، ومتى قيل : تفّرقوا أيدي سبا ، لا ينبغي الهمز ، لأنّه كثر في كلامهم ، فاستثقلوا الهمزة.
(٢) الضرية ـ بفتح فكسر وياء مشددة ـ مأخوذة من الضراء هو ما واراك من شجر ، ويقال للأرض المستوية إذا كان فيها شجر : ضرّاء ، فإن كانت في هبطة فهي غيضة.
(٣) النقيل بلغة أهل اليمن العقبة ، وفي اليمن نقيل بين مخلف جعفر وبين حقل ذمار ، وعمل فيه سيف الإسلام عتبا ، سهل به طلوعه ، وفي رأسه قلعة تسمى سمارة ، قاله ياقوت.
(٤) لم نعرف هل هو حوبر بالمهملة ، أو جوبر بالمعجمة ، أو هو مصحّف عن حوير بالياء ، أو جوير ، أو عن غير ذلك ، وقد وجدنا خوير اسم نهر بالخاء المعجمة في أرض حاشد.
(٥) حاشد حي من همدان ، يذكر مع بكيل ، قال الهمداني (٢٣٩) : أمّا بلد همدان فإنّه آخذ لما بين الغائط وتهامة من نجد والسراة في شماليّ صنعاء ، ما بينها وبين صعدة من بلد خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، وهو منقسم بخط عرضي ما بين صنعاء وصعدة ، فشرقيه لبكيل ، وغربيه لحاشد ، وفي قسم بكيل بلاد لحاشد ، وفي قسم حاشد بلاد لبكيل ، ثم شرح الهمداني أقسام كلّ من حاشد وبكيل ، ومدن الفريقين ، وقراهما ، وأوديتهما ، وأسواقهما ، فمن