من ينبع أخضر ، وأخبرني من طاف في شعابه أنّ فيه مياها كثيرة وأشجارا ، ومن رضوى يقطع حجر المسنّ ، ويحمل إلى الدنيا كلها ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «رضوى رضياللهعنه ، وقدس قدسه الله» (قدس بضم فسكون جبل بتلك الناحية) و «أحد يحّبنا ونحبّه» (١).
قلت : وحدّثنا من يعرفون رضوى أنه مصيف كأحسن ما يوجد من مصايف الشام ماء وهواء ، وهو على مقربة من المدينة ، ومن ينبع ، وعلى ليلتين من البحر ، فلا يلزم لرضوى إلا تعبيد طريق تسير عليها السيارات ، ليعمر ، وتسكنه النّاس وتقصده في أيام القيظ.
وقال الهمداني (٢٦٧) : الجبال المشهورة عند العرب المذكورة في أشعارها : أجأ ، وسلمى ، جبلا طيء ، وأبان (بفتح أوله) ، وتعار (بفتح أوله) ، ولبن (بضم فسكون) وقدس ، ورضوى ، وغزوان ، ويسوم ، وحراء ، وثبير ، والعارض ، وقنان (بفتح أوله) وأفرع (على وزن أفعل) والنير (بكسر النون) وعسيب ، ويذبل ، والمجيمر ، ولبنان ، واللكام.
ومن أنزه الجبال في الجزيرة : أجأ وسلمى جبلا طيء. قيل : إنّ أجأ اسم رجل ، وسلمى اسم امرأة ، وقيل : أجأ علم مرتجل ، وقيل : بل
__________________
(١) أما جبل أحد فحديثه في «الصحيحين» وأما رضوى وقدس فلا يصحّ فيهما ما ذكر.
وقالوا : إنّ المراد بحب أحد للنبي صلىاللهعليهوسلم حبّ أهله ، وهم الأنصار رضياللهعنهم ، وجوّز بعضهم حمله على الحقيقة لمعنى غيبي.
وأما قوله صلىاللهعليهوسلم «ونحبه» فجواز الوجهين فيه أظهر ، فإنّ الناس يحبون بلادهم وأوطانهم ، ويفضّلون بعض جبالها ومواقعها الجميلة في الحب على بعض ، وأحب ما يحبون منها أهلها ، ولا سيما الآل والأصحاب والأحباب ، قال الشاعر :
أمرّ على الديار ديار ليلى |
|
أقبّل ذا الجدار وذا الجدارا |
وما حبّ الديار شغفن قلبي |
|
ولكن حبّ من سكن الدّيارا |
ا ه. مصححه.