وأوطاس (١) (بفتح السكون) وغزوان (٢) (بفتح فسكون).
__________________
(١) أما أوطاس فيقول ياقوت : إنّها في ديار هوازن ، وبها كانت غزوة حنين ، وبها قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «حمي الوطيس» فأرسلها مثلا.
قال ابن شبيب : الغور من ذات عرق إلى أوطاس ، وأوطاس على نفس الطريق ، ونجد من حدّ أوطاس إلى القريتين ، ولما نزل المشركون بأوطاس قال دريد بن الصمة ـ وكان مع هوازن شيخا كبيرا ـ بأيّ واد أنتم؟ قالوا : بأوطاس ، قال : نعم مجال الخيل ، لا حزن ضرس ، ولا سهل دهس.
وقال أحمد بن فارس في «أماليه» :
يا دار أقوت بأوطاس وغيّرها |
|
من بعد مأهولها الإمطار والمور |
كم ذا لأهلك من دهر ومن حجج |
|
وأين حلّ الدمى والكنّس الحور |
ردّي الجواب على حرّان مكتئب |
|
سهاده مطلق ، والنوم مأسور |
فلم تبيّن لنا الأطلال من خبر |
|
وقد تجلي العمايات الأخابير |
(٢) وأما غزوان فلقد جاء في «المعجم» أنّه جبل بمكة ، وهو الجبل الذي في ذروته الطائف ، وتسكنه قبائل هذيل ، وليس بالحجاز موضع أعلى من هذا الجبل ، ولذلك اعتدل هواء الطائف ، وقيل : إنّ الماء يجمد فيه ، وليس في الحجاز موضع يجمد فيه الماء سوى غزوان ، قال أبو صخر الهذلي :
فألحقن محبوكا كأنّ نشاصه |
|
مناكب من غزوان بيض الأهاضب |
(المحبوك) الممتلىء من السحاب ، و (نشاصه) سحابه.
(قلت) : مراده بقوله في ذروته الطائف : بلاد الطائف كلها ، لأنّ جميع هذه الجبال يطلق عليها اسم الطائف.
وأما الماء فيجمد في أكثر هذه الجبال وأحيانا في نفس قصبة الطائف ، وأما ما يرى من الاختلاف بين قول الهمداني وياقوت ـ والهمداني عاش قبل ياقوت بثلاثمئة سنة ـ بقول هذا : إنّ ديار كذا لهذيل ، وقول ذلك : إنّها لهوزان ، فلعلّ السبب فيه تغير الأيام ، والهمداني نفسه يقول بعد أن ذكر منازل هذيل ص (٣٢٣) : إنّ بني سعد أخرجوهم منها في وقته ذاك بمعونة عج بن شاخ سلطان مكة. ثم يقول الهمداني : إنّ غزوان أمنع الحجاز وأكثرها صيدا وعسلا ا ه من الأصل.