وإلى الجنوب الغربيّ من الفرع جبل متصل بالفرع ، له قمة شاهقة ، تعلو نحوا من ثلاثمائة متر عن أرض القرية ، يشرف منها الإنسان على البحر الأحمر ، وقد حدثني صديقي الشيخ عبد القادر الشيبي أنّه رأى بناظوره من تلك القمة المراكب الشراعية ماخرة في بحر الليث ، وشعفات الجبال هناك كلّها شاهقة في السماء ، أينما وقف فيها الرائي رأى منظرا عجبا.
وإلى الشمال الشرقي من الفرع قرية يقال لها : الشرف ، (محركة) هي على مساواة الفرع ، ولم يقدّر لنا الذهاب إلى هذه القرية وما جاورها من القرى التي هي في جبال هذيل.
وجبال هذيل ممتدة من هناك إلى تهامة ، أي إلى ساحل البحر. قال الهمداني في «صفة جزيرة العرب» (٣٢٣) : منازل هذيل عرنة (١) (بوزن همزة لمزة) وعرفة ، وبطن نعمان ، ونخلة (٢) ، ورحيل ، وكبكب (٣) (بفتح فسكون مرتين) والبوباة (٤) (بفتح فسكون)
__________________
(١) عرنة واد بحذاء عرفات ، وعرفة وبطن نعمان تقدّم ذكرهما ا ه من الأصل.
(٢) نخلة ـ وهما نخلتان ـ واديان لهذيل الشامية واليمانية ، على ليلتين من مكة ، يجتمعان ببطن مر وسبوحة ، والوادي الشامي يصبّ من الغمير ، واليماني من قرن المنازل ا ه من الأصل. انظر «صفة جزيرة العرب» ص (٨٦).
(٣) هما كبكبان : أحدهما من ناحية الصفراء ، وهو نقب يطلعك على بدر ، والآخر يطلعك على العرج ، وهو نقب لهذيل. قاله ياقوت ا ه من الأصل.
(٤) قال ياقوت : البوباة صحراء بأرض تهامة ، إذا خرجت من أعالي وادي النخلة اليمانية ، وهي من بلاد بني سعد بن بكر من هوازن. قال رجل من مزينة :
خليليّ بالبوباة عوجا فلا أرى |
|
بها منزلا إلا جديب المقيّد |
نذق برد نجد بعد ما لعبت بنا |
|
تهامة في حمّامها المتوقّد |
فكلامه يختلف عن كلام الهمداني ، الذي يجعلها من بلاد هذيل ، ولعلّ منها ما هو لهوازن ، ومنها ما هو لهذيل.