السلسلة التي ذكرها كلّ منهما وبين تاريخ صالح بن يحيى التنوخي ، فوجدنا أنّ في سلسلة صالح بن يحيى ذكر امرىء القيس بن النعمان الأعور بن امرىء القيس المحرق بن عمرو بن امرىء القيس الأول بن عمرو بن عدي اللخمي ، وقابلناها مع سجل نسب العائلة الأرسلانية اللخمية ، فوجدنا أنّ المنذر الذي أمه ماء السماء ، أي المنذر الأول هو ابن امرىء القيس الثالث بن النعمان الثاني بن امرىء القيس الثاني بن النعمان الأول بن عمرو الثاني بن امرىء القيس الأول بن عمرو بن عدي اللخمي.
فمن هنا يعلم أنه يوجد عدة ملوك من اللخميين باسم امرىء القيس ، ولكنّ المقصود بالذات هنا هو الملك الذي تولّى منهم بين سنة مئتين وخمسين وثلاثمئة وثلاثين بعد المسيح.
فهذا هو امرىء القيس الأول الذي يقال له المحرق ، ويقال له البدء ، فإنّه ملك بين سنة مئتين وثمان وثمانين ، وثلاثمئة وثمانية وعشرين. وقد كان اللخميون عمالا للأكاسرة ، كما كان الغسانيون عمالا للقياصرة ، وكان مقصد ملوك الفرس باستعمال ملوك الحيرة أن يكونوا فاصلا بين الفرس والعرب ، ويصدوا غارات القبائل العربية على العراق. ومثل ذلك كان مقصد ملوك الروم بواسطة الملوك أولاد جفنة الغسانيين ردع العرب عن شن الغارات على جنوبيّ سورية.
فهذا جلّ ما يعرف من تاريخ العرب قبل الإسلام ، وكلّما توغّل هذا التاريخ في القدم يزداد غموضا كما لا يخفى (١).
__________________
(١) [صدر عن تاريخ العرب قبل الإسلام عدة كتب قديمة وحديثة فمن القديم «نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب» لابن سعيد تحقيق الدكتور نصرت عبد الرحمن و «المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية» للحلي تحقيق الدكتور صالح دراكة والدكتور محمد الخريسات.