وجديسا ، وكلّهم نزحوا من اليمن إلى الشمال. وبعضهم يذكر منهم العمالقة ، وقد ورد ذكرهم في «التوراة» وقد وجدت كتابات آرامية في شماليّ الحجاز ، كمدائن صالح منتشرة على الصخور ، ويذهب بعضهم إلى أنّ هذه الكتابات من بقايا النبط الذين اختلطوا بالعرب ، ولذلك يجد فيها الإنسان ألفاظا عربية مع الألفاظ النبطية (١).
وقد روى هورات (Huart) في «تاريخ العرب» أن الكتابات التي وجدت في تيماء هي أقدم جدّا من الكتابات التي وجدت في مدائن صالح ، والمظنون أنها ترجع إلى ستمئة سنة قبل المسيح ، وهي خطوط بارزة كما هي خطوط العرب المحدثين بعكس سائر الخطوط السامية التي حروفها مجوفة (٢).
السابع : على ظن محققي الإفرنج أنّ الكنعانيين في الأمم السامية ، نزحوا من الجنوب ، واستوطنوا فلسطين ، وأنّ الفينيقيين جاءوا من شواطىء خليج فارس الغربية ، وأقاموا على شواطىء الشام ، واستدلّوا على أنّ أصل الفينيقيين هو من شواطىء خليج فارس بوجود النواويس ـ أي القبور المنحوتة في الصخور ـ في وطن الفينيقيين الأصلي كما في سواحل سورية ، وكذلك الرعاة في مصر كانوا عربا ، فتحوا قسما من وادي النيل ، وخرج منهم ملوك. وقد ثبت أنّ الآشوريين في حروبهم مع المصريين قد تكلّموا عن العرب ، ووجدت لذلك آثار في كتاباتهم الخزفية (٣).
وقد جاء في هذه الآثار وجود دولتين في شماليّ جزيرة العرب ، يقال لإحداهما : موصري (Mousri) وللأخرى : ملوحة (Melouhha) ولم
__________________
(١) [انظر «تاريخ الأنباط» للدكتور إحسان عباس طبع دار الشروق في عمّان].
(٢) [انظر صور مدائن صالح في آخر الكتاب].
(٣) [انظر كتاب «التوراة جاءت من جزيرة العرب» للدكتور كمال صليبي].