ولنا الرجاء في معالي همة جلالة ابن سعود ، الذي حضّر طائفة كبيرة من الأعراب ، وبنى لهم الهجر (١) وحملهم على الحرث والزرع ، ولا يزال يشوّق النّاس إلى الحضارة ـ أن تنصرف تلك الهمة الشماء ، إلى استنباط المياه ، واحتفار الآبار الإرتوازية في الصحارى المحرقة ، حتى يعود بها الغامر عامرا ، واليابس ناضرا ، والموات حيّا ، والجماد غضّا طريّا.
ولنذكر شيئا عن البقاع التي عمّرها الصحابي الجليل عبد الله بن عامر بن كريز : فالنّباج كما نقله ياقوت عن أبي منصور [الأزهري] نباجان :
أحدهما : على طريق البصرة ، يقال له : نباج بني عامر ، وهو بحذاء فيد.
والآخر : نباج بني سعد بالقريتين.
وقال أبو عبيد الله السكوني : النباج من البصرة على عشر مراحل.
وقال : النباج استنبط ماءه عبد الله بن عامر بن كريز ، شقّ فيه عيونا ، وغرس نخلا ، وولده به ، وساكنه رهطه بنو كريز ، ومن انضمّ إليهم من العرب. انتهى (٢).
__________________
له الماء ، حكاه ابن عبد البر ا ه ثم قال : وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة ، وأجرى إليها العين.
(١) جمع هجرة ، وأصل معنى المهاجرة ـ في العربية ـ النزوع من البادية إلى الحاضرة ، ثمّ عمّ استعماله في كلّ تحوّل من مكان سكنى إلى غيره ، ومنه هجرة النبي صلىاللهعليهوسلم وأصحابه رضياللهعنهم من مكة إلى المدينة ، ولفظ الهجرة اسم للمهاجرة ، واسم المكان ماجر بفتح الجيم ، بوزن اسم المفعول ، وفي نجد يسمونه هجرة.
(٢) معجم البلدان ٥ : ٢٥٥.